نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 102
الشرح
الفرق بين القضايا الحقيقية والخارجية
الفرق بين القضية الحقيقية والقضية الخارجية ليس في محموليهما فإنّ المحمول في كليهما واحد لا يختلف وهو «الحكم»، وإنّما الاختلاف في موضوعيهما.
فلو أراد المولى مثلًا الحكم بوجوب الإكرام فإنّه يأمر بهذا الوجوب تارةً من خلال قضية هو يحدّد موضوعها ويشخّصه لا المكلّف، فيأتي مثلًا إلى مكان معيّن ويحصي فيه عدد العلماء ويشير إليهم ويقول: أكرمهم، فموضوع الحكم هنا محقّق الوجود لا مقدّر الوجود، ومن ثمّ لو دخل بعد ذلك عالم آخر إلى ذات المكان لما وجب إكرامه، لأنّه ليس داخلًا في
الموضوع الذي حدّده وشخّصه وأشار إليه المولى ذاته، وتسمّى القضية في مثل هذه الحالة ب «القضية الخارجية».
وقد يأمر المولى بهذا الوجوب، تارةً أخرى، من خلال قضية يترك أمر تحديد موضوعها إلى المكلّف، فيقول: أكرم العلماء، ولا يتدخّل هو في تحديده كما في الحالة الأولى، فالموضوع هنا مقدّر الوجود لا محقّق الوجود، وحينئذ يجب على المكلّف أن يكرم كلّ عالم متى وجد، سواء كان موجوداً في الوقت الذي أمر به المولى أو جاء بعد ذلك ما دام يحقّق مصداق العالم الذي يريده منه المولى، وتسمّى القضية في هذه الحالة ب «القضية الحقيقية».
والقضية الحقيقية وإن بدت قضية حملية كما في «أكرم العلماء» مثلًا ولكنّها بالتحليل ترجع إلى قضية شرطية مؤدّاها: «كلّ من كان عالماً فأكرمه»، بينما القضية الخارجية قضية حملية فقط ولا يمكن إرجاعها إلى قضية شرطية لتشخّص موضوعها وتحقّقه خارجاً.
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 102