باب في الوعد و الوفاء به و الخلف له
قال عمرو بن الحارث [1] : «كنت متى شئت أن أجد صفة من يعد و ينجز وجدته، فقد أعياني من يعد و لا ينجز» .
و قال أبو إسحاق النّظام: «كنّا نلهو بالأماني، و نطيب أنفسا بالمواعيد، فذهب من يعد، و قطعتنا الهموم عن فضول الأماني» .
و قال الشاعر [2] : [من مجزوء الرمل]
قد بلوناك بحمد اللّه إن أغنى البلاء # فإذا جلّ مواعيدك و الجحد سواء
و قال أعرابيّ [3] : «وعد الكريم نقد و تعجيل، و وعد اللئيم مطل و تعطيل» .
و ذمّ أعرابيّ رجلا فقال: «إذا أوعد صدق، و إذا وعد كذب، و يغضب قبل أن يشتم، و يجزم قبل أن يعلم» .
و قال عبد اللّه بن قيس الرقيّات [4] : [من المنسرح]
اخترت عبد العزيز مرتغبا # و اللّه للمرء خير من قسما
من البهاليل من أميّة يز # داد إذا ما مدحته كرما
جاءت به حرّة مهذّبة # كلبيّة كان بيتها دعما
هنّ العرانين من قضاعة أمثال بنيهنّ تمنع الذّمما تكنّه خرقة الدّرفس من الشّمس كليث يفرّج الأجما
[1] الخبر في عيون الأخبار 3/145.
[2] البيتان بلا نسبة في عيون الأخبار 3/145، و البيان 2/355.
[3] في عيون الأخبار 3/145: «و كان يقال: وعد الكريم نقد، و وعد اللئيم تسويف» .
[4] ديوانه 153.