نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 7 صفحه : 8
العقاب» [1] و أسمع من كذا، و أسمع من كذا. و لكنّا نقصد إلى الصّغير الحقير في اسمه و خطره؛ و القليل في جسمه و في قدره.
و تقول العرب: «أسمع من قراد» [2] ، و يستدلون بالقردان التي تكون حول الماء و البئر. فإذا كان ليلة ورود القرب [3] ، و قد بعث القوم من يصلح لإبلهم الأرشية و أداة السقي، و باتت الرجال عند الماء تنتظر مجيء الإبل، فإنها تعرف قربها منهم في جوف الليل بانتفاش القردان و سرعة حركتها و خشخشتها، و مرورها نحو الرعاء، و زجر الرعاء، و وقع الأخفاف على الأرض، من غير أن يحسّ أولئك الرجال حسّا أو يشعروا بشيء من أمرها. فإذا استدلوا بذلك من القردان نهضوا فتلبّبوا و اتزروا [4] و تهيئوا للعمل.
1995-[البصر عند الحيوان]
فأمّا إدراك البصر فقد قالوا: «أبصر من غراب» [5] و: «أبصر من فرس» [6] ؛ و:
و السّنانير و الفأر و الجرذان و السّباع تبصر بالليل كما تبصر بالنهار؛ فأمّا الطّعم فيظن أنها بفرط الشّره و الشّهوة و بفرط الاستمراء و بفرط الحرص و النّهم، أن لذتها تكون على قدر شرهها و شهوتها، تكون على قدر ما ترى من حركتها، و ظاهر حرصها.
1996-[لذة الحيوان و شهوته]
و نحن قد نرى الحمار إذا عاين الأتان، و الفرس إذا عاين الحجر و الرمكة، و البغل و البغلة، و التيس و العنز فنظن أن اللذة على قدر الشهوة، و الشهوة على قدر الحركة، و أن الصّياح على قدر غلبة الإرادة.