نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 451
و هذا يدلّ على أنّ صرع الشّيطان للإنسان ليس هو عند العوامّ إلاّ على جهة ما يعرفون من الجماع.
و من هذا الضّرب من الحديث ما حدّثنا به المازنيّ، قال: ابتاع فتى صلف بذّاخ[1]جارية حسناء بديعة ظريفة، فلمّا وقع عليها قال لها مرارا ويلك. ما أوسع حرك!فلمّا أكثر عليها قالت: أنت الفداء لمن كان يملؤه.
فقد سمع هذا كما ترى من المكروه مثل ما سمع الأوّل.
و زعموا أنّ رجلا نظر إلى امرأة حسناء ظريفة، فالحّ عليها، فقالت: ما تنظر؟ قرّة عينك، و شيء غيرك! و زعم أبو الحسن المدائني أن رجلا تبع جارية لقوم. فراوغته فلم ينقطع عنها، فحثّت في المشي فلم ينقطع عنها، فلمّا جازت بمجلس قوم قالت: يا هؤلاء، لي طريق و لهذا طريق، و مولاي ينيكني؛ فسلوا هذا ما يريد مني؟ و زعم أيضا أن سيارا البرقيّ قال: مرّت بنا جارية، فرأينا فيها الكبر و التجبّر، فقال بعضنا: ينبغي أن يكون مولى هذه الجارية ينيكها!قالت: كما يكون! فلم أسمع بكلمة عامّية أشنع و لا أدلّ على ما أرادت، و لا أقصر من كلمتها هذه.
و قد قال جحشويه في شعر شبيها بهذا القول، حيث يقول: [من الوافر]
تواعدني لتنكحني ثلاثا # و لكن يا مشوم بأيّ أير
فلو خطبت في صفة أير خطبة أطول من خطبة قيس بن خارجة بن سنان في شأن الحمالة-لما بلغ مبلغ قول جحشويه: «و لكن يا مشوم بأيّ أير» ، و قول الخادم:
«كما يكون» .
و زعموا[2]أن فتى جلس إلى أعرابيّة، و علمت أنّه إنما جلس لينظر إلى محاسن ابنتها، فضربت بيدها على جنبها، ثم قالت: [من الوافر]
علنداة يئطّ الأير فيها # أطيط الغرز في الرّحل الجديد[3]
ثم أقبلت على الفتى فقالت: [من الطويل]
و ما لك من غير أنّك ناكح # بعينيك عينيها فهل ذاك نافع
[1]الصّلف: الغلو في الظرف و التكبر. البذاخ: المتكبر الفخور.
[2]الخبر مع الشعر في عيون الأخبار 4/101، و أخبار النساء 162، و ربيع الأبرار 3/162.
[3]علنداة: عظيمة طويلة. يئط: يصوت. الغرز: هو للناقة مثل الحزام للفرس.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 451