responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 6  صفحه : 447

و قال‌[1]: [من الطويل‌]

أخو قفرات حالف الجنّ و انتفى # من الإنس حتّى قد تقضّت وسائله

له نسب الإنسيّ يعرف نجله # و للجنّ منه خلقه و شمائله‌

و ممّا زادهم في هذا الباب، و أغراهم به، و مدّ لهم فيه، أنهم ليس يلقون بهذه الأشعار و بهذه الأخبار إلا أعرابيّا مثلهم، و إلا عامّيّا لم يأخذ نفسه قط بتمييز ما يستوجب التّكذيب و التّصديق، أو الشّكّ، و لم يسلك سبيل التوقف و التثبّت في هذه الأجناس قطّ. و إمّا أن يلقوا راوية شعر، أو صاحب خبر، فالرّاوية كلّما كان الأعرابيّ أكذب في شعره كان أطرف عنده، و صارت روايته أغلب، و مضاحيك حديثه أكثر فلذلك صار بعضهم يدّعي رؤية الغول، أو قتلها، أو مرافقتها، أو تزويجها؛ و آخر يزعم أنّه رافق في مفازة نمرا. فكان يطاعمه و يؤاكله، فمن هؤلاء خاصّة القتّال الكلابي؛ فإنّه الذي يقول‌[2]: [من الطويل‌]

أ يرسل مروان الأمير رسالة # لآتيه إني إذا لمصلّل‌[3]

و ما بي عصيان و لا بعد منزل # و لكنّني من خوف مروان أوجل

و في باحة العنقاء أو في عماية # أو الأدمى من رهبة الموت موئل‌[4]

و لي صاحب في الغار هدّك صاحبا # هو الجون إلاّ أنه لا يعلّل

إذا ما التقينا كان جلّ حديثنا # صمات و طرف كالمعابل أطحل‌[5]

تضمّنت الأروى لنا بطعامنا # كلانا له منها نصيب و مأكل‌[6]

فأغلبه في صنعة الزّاد إنّني # أميط الأذى عنه و لا يتأمّل

و كانت لنا قلت بأرض مضلّة # شريعتنا لأيّنا جاء أوّل‌[7]

كلانا عدوّ لو يرى في عدوّه # محزّا و كلّ في العداوة مجمل‌[8]


[1]البيتان في أشعار اللصوص 225-226، و تقدما ص 439.

[2]ديوان القتال الكلابي 77، و أشعار اللصوص 525-526.

[3]مروان هو الخليفة مروان بن الحكم.

[4]الباحة: الساحة. العنقاء و عماية و الأدمى: مواضع. موئل: منجى.

[5]الصمات: الصمت. المعابل: جمع معبلة؛ و هي النصل الطويل العريض. الأطحل: ما لونه الطلحة، و هو لون بين الغبرة و البياض.

[6]الأروى: الأنثى من الوعول.

[7]القلت: النقرة في الجبل تمسك الماء.

[8]المجمل: المتئد المعتدل لا يفرط.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 6  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست