فإنّ جيلان فعلة الملوك، و كانوا من أهل الجبل. و أنشد الأصمعي[1]: [من المنسرح]
أرسل جيلان ينحتون له # ساتيدما بالحديد فانصدعا
و أنشد: [من الطويل]
و تبني له جيلان من نحتها الصّفا # قصورا تعالى بالصّفيح و تكلس[2]
و أنشد لامرئ القيس[3]: [من الطويل]
أتيح له جيلان عند جذاذه # و ردّد فيه الطّرف حتّى تحيّرا[4]
يقول: فجّرته فارة، و لو أنّ جيلان أرادت ذلك لامتنع عليها، لأنّ الفارة إنما خرقته لما سخّر اللّه عز ذكره لها من ذلك العرم و أنشدوا[5]: [من المنسرح]
من سبأ الحاضرين مأرب إذ # يبنون من دون سيله العرما
و مأرب: اسم لقصر ذلك الملك، ثم صار اسما لذلك البلد. و يدلّ على ذلك قول أبي الطّمحان القيني[6]: [من البسيط]
أ لا ترى مأربا ما كان أحصنه # و ما حواليه من سور و بنيان
ظلّ العباديّ يسقى فوق قلّته # و لم يهب ريب دهر حقّ خوّان
حتّى تناوله من بعد ما هجعوا # يرقى إليه على أسباب كتّان[7]
و قال الأعشى[8]: [من المتقارب]
ففي ذاك للمؤتسي أسوة # و مأرب قفّى عليه العرم
[1]البيت بلا نسبة في اللسان (جيل) ، و التهذيب 11/191.
[2]الصفيح: جمع صفيحة، و هي كل عريض من حجارة أو لوح. تكلس: تطلى بالكلس.
[3]ديوان امرئ القيس 58، و الجمهرة 1044، و المقاييس 1/499، و المجمل 1/457، و بلا نسبة في اللسان و التاج (جيل) ، و المخصص 16/30، و التهذيب 11/191.
[4]الجذاذ: صرام النخل، و هو قطع تمره، و رواية صدر البيت في ديوانه:
«أطافت به جيلان عند قطاعه» .
[5]تقدم البيت في 5/290.
[6]الأبيات بلا نسبة في معجم البلدان 5/38 (مأرب) ، و الأول في مروج الذهب 2/322.
[7]الأسباب: المراقي و الحبال، جمع سبب.
[8]ديوان الأعشى 93، و مروج الذهب 2/322، و تقدم البيتان (1-2) في 5/290.