نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 392
ذكر فيها من أهلك الله عز ذكره، من الملوك، و قصم من الجبابرة، و أباد من الأمم الخالية-فقال: [من الخفيف]
أعلقت تبّعا حبال المنون # و انتحت بعده على ذي جدون[1]
و أصابت من بعدهم آل هرما # س و عادت من بعد للسّاطرون[2]
ملك الحضر و الفرات إلى دج # لة شرقا فالطور من عبدين[3]
كل حمل يمرّ فوق بعير # فله مكسه و مكس السّفين
و الأعراب يزعمون أن اللّه تعالى عزّ و جلّ لم يدع ماكسا ظالما إلا أنزل به بلية، و أنّه مسخ منهم ضبعا و ذئبا. فلهذه القرابة تسافدا و تناجلا، و إن اختلفا في سوى ذلك. فمن ولدهما السّمع و العسبار. و إنما اختلفا لأنّ الأمّ ربما كانت ضبعا و الأب ذئبا، و ربما كانت الأمّ ذئبة و الأب ذيخا. و الذّيخ: ذكر الضّباع.
1760-[ذكر الأمم التي أهلكها اللّه]
و أمّا قوله: [من الخفيف]
3- «بعث الذّرّ و الجراد و قفّى # بنجيع الرّعاف في حيّ بكر»
فإنّ الإعراب تزعم أن اللّه تعالى قد أهلك بالذرّ أمما. و قد قال أميّة بن أبي الصّلت[4]: [من الخفيف]
أرسل الذّرّ و الجراد عليهم # و سنينا فأهلكتهم و مورا
ذكر الذّرّ إنّه يفعل الشّ # رّ و إنّ الجراد كان ثبورا
و أما قوله: «و قفّي بنجيع الرّعاف في حيّ بكر» فإنّه يريد بكر بن عبد مناة، لأنّ كنانة بنزولها مكّة كانوا لا يزالون يصيبهم من الرّعاف ما يصير شبيها بالموتان، و يجارف الطاعون. و كان آخر من مات بالرّعاف من سادة قريش هشام بن المغيرة.
و كان الرّعاف من منايا جرهم أيام جرهم، و لذلك قال شاعر في الجاهلية، من إياد[5]: [من المتقارب] [1]الإعلاق: وقوع الصيد في الحبل. ذو جدون: أراد ذو جدن، و هو من أذواء اليمن.
[2]الهرماس: نهر نصيبين. الساطرون: ملك من ملوك العجم قتله سابور ذو الأكتاف.
[3]ورد هذا البيت بلا نسبة في معجم البلدان 4/48 (طور عبدين) ، الحضر: مدينة بإزاء تكريت في البرية؛ بينها و بين الموصل و الفرات، كان يمر بها نهر الثرثار. طور عبدين: بليدة من أعمال نصيبين في بطن الجبل المشرف عليها؛ المتصل بجبل الجودي، و هي قصبة كورة فيه. [4]ديوان أمية بن أبي الصلت 404-405، و تقدم البيتان في الفقرة (949) 4/14.
[5]البيتان لبشير بن الحجير الإيادي في مجمع الأمثال، و بلا نسبة في البيان 2/110.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 392