و رووا أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال[2]: «لا أحلّه و لا أحرّمه» . و أنكر ذلك ابن عباس و قال:
ما بعثه اللّه تعالى إلاّ ليحلّ و يحرّم.
و حرّمه قوم، و رووا أنّ أمّتين مسختا، أخذت إحداهما في البر، فهي الضّباب، و أخذت الأخرى في طريق البحر، فهي الجرّيّ[3].
و رووا عن بعض الفقهاء أنه رأى رجلا أكل لحم ضبّ، فقال: اعلم أنّك قد أكلت شيخا من مشيخة بني إسرائيل[4].
و قال بعض من يعافه: الذي يدلّ على أنّه مسخ شبه كفّه بكفّ الإنسان.
و قال العدار الأبرص، نديم أيّوب بن جعفر، و كان أيوب لا يغبّ[5]أكل الضباب، في زمانها. و لها في المربد سوق تقوم في ظلّ دار جعفر. و لذلك قال أبو فرعون، في كلمة له طويلة: [من الرجز] [1]أخرجه البخاري في الأطعمة، حديث رقم 5076، و أعاده في الذبائح و الصيد، حديث رقم 5217، و مسلم في الصيد و الذبائح، باب إباحة الضب، حديث رقم 1945-1946.
[2]أخرجه البخاري في الذبائح و الصيد، حديث رقم 5216، و مسلم في الصيد و الذبائح برقم 1943.
[3]الجري: ضرب من السمك. انظر ما تقدم في 1/154، 196، 203.
[4]ورد الخبر في ربيع الأبرار 5/468.
[5]الغب: هو أن يرد يوما و يدع يوما.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 356