responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 497

ضربوا الصّنائع و الملوك و أوقدوا # نارين أشرفتا على النّيران‌

1251-[نار الحرّتين‌]


[1] و نار أخرى، و هي «نار الحرّتين» ، و هي نار خالد بن سنان، أحد بني مخزوم، من بني قطيعة بن عبس. و لم يكن في بني إسماعيل نبيّ قبله. و هو الذي أطفأ اللّه به نار الحرّتين. و كانت ببلاد بني عبس، فإذا كان اللّيل فهي نار تسطع في السّماء، و كانت طيّئ تنفش‌[2]بها إبلها من مسيرة ثلاث، و ربّما ندرت منها العنق‌[3]فتأتي على كلّ شي‌ء فتحرقه. و إذا كان النهار فإنما هي دخان يفور. فبعث اللّه خالد بن سنان فاحتفر لها بئرا، ثمّ أدخلها فيها، و النّاس ينظرون؛ ثمّ اقتحم فيها حتى غيّبها.

و سمع بعض القوم و هو يقول: [هلك الرّجل!فقال خالد بن سنان‌][4]: كذب ابن راعية المعز، لأخرجنّ منها و جبيني يندى!فلمّا حضرته الوفاة، قال لقومه: إذا أنا متّ ثمّ دفنتموني، فاحضروني بعد ثلاث؛ فإنّكم ترون عيرا أبتر يطوف بقبري، فإذا رأيتم ذلك فانبشوني؛ فإني أخبركم بما هو كائن إلى يوم القيامة. فاجتمعوا لذلك في اليوم الثالث، فلما رأوا العير[5]و ذهبوا ينبشونه، اختلفوا، فصاروا فرقتين، و ابنه عبد اللّه في الفرقة التي أبت أن تنبشه، و هو يقول: لا أفعل!إني إذا أدعى ابن المنبوش! فتركوه.

و قد قدمت ابنته على النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، فبسط لها رداءه و قال: هذه ابنة نبيّ ضيّعه قومه.

قال: و سمعت سورة: قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ فقالت: قد كان أبي يتلو هذه السورة.

و المتكلّمون لا يؤمنون بهذا، و يزعمون أنّ خالدا هذا كان أعرابيّا و بريّا، من أهل شرج و ناظرة[6]، و لم يبعث اللّه نبيّا قطّ من الأعراب و لا من الفدّادين‌[7]أهل [1]ثمار القلوب 456 (821) ، و انظر الإصابة 2351.

[2]تنفش: ترعى.

[3]ندرت: ظهرت و بدت. العنق: القطعة أو الطائفة.

[4]ما بين المعكوفتين مستدرك من الإصابة 2351، و هو ضروري لإتمام المعنى، و لم يرد في ثمار القلوب.

[5]العير: الحمار الوحشي.

[6]شرج و ناظرة: ماءان لعبس. معجم البلدان (ناظرة) .

[7]الفدادون: أهل البادية الذين يعيشون في بيوت من وبر الإبل.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست