نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 487
فيه من الأحجار، فالتقم ذلك الظّليم أعظم حجر فيه و أنفسه، و ذلك بعين السّائح؛ و وثب الصّائغ و غلمانه فجمعوا تلك الأحجار، و نحّوا النّاس و صاحوا بهم فلم يدن منهم أحد، و فقدوا ذلك الحجر، فصرخت المرأة، فكشف القوم و تناحوا[1]، فلم يصيبوا الحجر، فقال بعضهم: و اللّه ما كان بقربنا إلاّ هذا الرّاهب الجالس، و ما ينبغي أن يكون إلاّ معه!فسألوه عن الحجر؛ فكره أن يخبرهم أنه في جوف الظليم فيذبح الظليم، فيكون قد شارك في دم بعض الحيوان، فقال ما أخذت شيئا!و بحثوه و فتّشوا كلّ شيء معه و ألحّوا عليه بالضّرب، و أقبل صاحبه و قال: اتّقوا اللّه!فأخذوه و قالوا:
دفعته إلى هذا حتّى غيّبه!فقال: ما دفعت إليه شيئا!فضربوهما ليموتا. فبينما هما كذلك إذ مرّ رجل يعقل، ففهم عنهم القصّة، و رأى ظليما يتردّد فقال لهم: أ كان هذا الظليم يتردّد في الطريق حين سقط الحجر؟قالوا: نعم. قال: فهو صاحبكم.
فعوّضوا أصحاب الظليم، و ذبحوه و شقّوا عن قانصته، فوجدوا الحجر و قد نقص في ذلك المقدار من الزّمان شبيها بشطره، إلاّ أنها أعطته لونا صار الذي استفادوه من جهة اللّون أربح لهم من وزن ذلك الشّطر أن لو كان لم يذهب.