responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 478

1231-[مساءلة أبي إسحاق للمنانية]

كان أبو إسحاق يسأل المنانيّة[1]، عن مسألة قريبة المأخذ قاطعة، و كان يزعم أنّها ليست له.

و ذلك أنّ المنانيّة تزعم أنّ العالم بما فيه، من عشرة أجناس: خمسة منها خير و نور، و خمسة منها شرّ و ظلمة. و كلّها حاسّة و حارّة.

و أنّ الإنسان مركّب من جميعها على قدر ما يكون في كلّ إنسان من رجحان أجناس الخير على أجناس الشّرّ، و رجحان أجناس الشّرّ على أجناس الخير.

و أنّ الإنسان و إن كان ذا حواسّ خمسة، فإنّ في كلّ حاسّة متونا من ضدّه من الأجناس الخمسة. فمتى نظر الإنسان نظرة رحمة فتلك النّظرة من النّور، و من الخير.

و متى نظر نظرة وعيد، فتلك النّظرة من الظلمة. و كذلك جميع الحواسّ.

و أنّ حاسّة السّمع جنس على حدة، و أنّ الذي في حاسّة البصر من الخير و النّور، لا يعين الذي في حاسّة السّمع من الخير و لكنه لا يضادّه، و لا يفاسده، و لا يمنعه. فهو لا يعينه لمكان الخلاف و الجنس، و لا يعين عليه؛ لأنّه ليس ضدّا.

و أنّ أجناس الشّرّ خلاف لأجناس الشّرّ، ضدّ لأجناس الخير. و أجناس الخير يخالف بعضها بعضا و لا يضادّ. و أنّ التّعاون و التآدي‌[2]لا يقع بين مختلفها، و لا بين متضادّها، و إنما يقع بين متفقها.

قال: فيقال للمنانيّ: ما تقول في رجل قال لرجل: يا فلان، هل رأيت فلانا؟ فقال المسئول: نعم قد رأيته. أ ليس السّامع قد أدّى إلى النّاظر، و النّاظر قد أدّى إلى الذّائق؟!و إلاّ فلم قال اللّسان: نعم!إلاّ و قد سمع الصّوت صاحب اللّسان؟! و هذه المسألة قصيرة كما ترى، و لا حيلة له بأن يدفع قوله.

1232-[مساءلة المأمون لزنديق‌]

و مسألة أخرى، سأل عنها أمير المؤمنين الزّنديق الذي كان يكنى بأبي عليّ، [1]المنانية: أتباع ماني. انظر الفهرست 456-472.

[2]التآدي: التعاون.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست