responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 473

فقلت للنّصارى بديّا: كيف كان النّاس أيّام الحكم بما في التّوراة أيّام موسى و داود، و هما صاحبا حروب و قتل، و سباء و ذبائح؟!نعم حتى كان القربان كله أو عامّته حيوانا مذبوحا، لذلك سمّيتم بيت المذبح.

و لسنا نسألكم عن سيرة النّصارى اليوم، و لكنّا نسألكم عن دين موسى و حكم التّوراة، و حكم صاحب الزّبور. و ما زالوا عندكم إلى أن أنكروا ربوبيّة المسيح، على أكثر من حالنا اليوم في الذبائح. و أنتم في كثير من حالاتكم تغلون علينا السّمك، حتى نتوخّى أيّاما بأعيانها، فلا نشتري السّمك إلا فيها؛ طلبا للإمكان و الاسترخاص، و هي يوم الخميس، و يوم السّبت، و يوم الثّلاثاء؛ لأنّ شراءكم في ذلك اليوم يقلّ. على أنّكم تكثرون من الذّبائح في أيّام الفصح، و هل تدعون أكل الحيوان إلاّ أيّاما معدودة، و ساعات معلومة؟!.

فإذا كانت الحرفة و المحن إنّما لزما القصّابين و الجزّارين و الشّوّائين، و أصناف الصّيّادين، من جهة العقوبة-فأنتم شركاء صيّادي السّمك خاصّة؛ لأنّكم آكل الخلق له، و أنتم أيضا شركاء القصّابين في عامّة الدّهر. فلا أنتم تدينون للإسلام فتعرفوا ما عليكم و لكم، و فصل ما بين الرّحمة و القسوة، و ما الرّحمة، و في أيّ موضع يكون ذلك القتل رحمة؟فقد أجمعوا على أنّ قتل البعض إحياء للجميع، و أنّ إصلاح النّاس. في إقامة جزاء الحسنة و السيئة. وَ لَكُمْ فِي اَلْقِصََاصِ حَيََاةٌ [1].

و القود حياة. و هذا شي‌ء تعمل به الأمم كلها، غير الزّنادقة. و الزّنادقة لم تكن قطّ أمّة، و لا كان لها ملك و مملكة، و لم تزل بين مقتول و هارب و منافق. فلا أنتم زنادقة. و لا ينكر لمن كان ذلك مذهبه أن يقول هذا القول.

فأنتم لا دهريّة، و لا زنادقة، و لا مسلمون؛ و لا أنتم راضون بحكم اللّه أيّام التّوراة.

فإن كان هذا الحكم قد أمر اللّه به-و هو عدل-فليس بين الزّمانين فرق.

و بعد فإنّا نجدكم تأكلون السّمك أكلا ذريعا، و تتقذرون من اللّحمان!أ فلأنّ السّمك لا يألم القتل، أم لأنّ السّمك لمّا قتلتموه بلا سكّين لم يحسّ قتله؟! فالجميع حيوان، و كلّ مقتول يألم، و كلّ يحسّ. فكيف صار أكل اللّحم قسوة، و أكل السّمك ليس بقسوة؟!. و كيف صار ذبح البهائم قسوة و لا تكون تفرقة ما بين [1]179/البقرة: 2

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست