و يلحق بموضع ذكر الضّرب الشديد، قولهم في المثل: «ضربناهم ضرب غرائب الإبل» [2]. قال أبو حيّة[3]: [من الطويل]
جديرون يوم الرّوع أن يخضبوا القنا # و أن يتركوا الكبش المدجّج ثاويا[4]
ضربناهم ضرب الجنابى على جبى # غرائب تغشاه حرارا ضواريا[5]
و إذا جاءت عطاشا قد بلغ منها العطش و اليبس، قيل: جاءت تصلّ أجوافها صليلا. قال الرّاعي[6]: [من الكامل]
فسقوا صوادي يسمعون عشيّة # للماء في أجوافهنّ صليلا
قال: و أنشدنا أبو مهديّة، لمزاحم العقيليّ[7]: [من الطويل]
غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها # تصلّ، و عن قيض بزيزاء مجهل[8]
[1]ديوان طفيل الغنوي 45، و المعاني الكبير 1/162، 319، و تقدم البيت في الصفحة 323.
[2]المثل برواية «ضربه ضرب غرائب الإبل» ، و يروى «اضربه ضرب غريبة الإبل» ، و المثل في مجمع الأمثال 1/419، و جمهرة الأمثال 2/8، و المستقصى 1/215، و أمثال ابن سلام 270، و مثله حديث الحجاج في النهاية 3/349 «لأضربنّكم ضرب غريبة الإبل» ، و ذلك أن الإبل إذا وردت الماء فدخل فيها غريبة من غيرها ضربت و طردت، حتى تخرج منها.
(ضربناهم ضرب الحساما غرائب # و إذا جاءك عطاشا لعسا حرارا ضواريا)
[6]ديوان الراعي النميري 223، و اللسان و التاج (صلل) ، و الجمهرة 143، 1321، و راجع المزيد من مصادر البيت في ديوانه 223-224.
[7]ديوان مزاحم العقيلي 11، و الخزانة 10/147، 150، و نوادر أبي زيد 163، و اللسان و التاج (صلل، علا) ، و شرح شواهد المغني 1/425، و شرح المفصل 8/38، و شرح شواهد الإيضاح 230، و الأزهية 194، و الدرر 4/187، و بلا نسبة في مغني اللبيب 1/146، 2/532، و الخزانة 6/535، و مجالس ثعلب 304، و أوضح المسالك 3/58، و أسرار العربية 103، و همع الهوامع 2/36. و المخصص 14/57، و الكتاب 4/231.
[8]في الكتاب «يصف قطاة غدت عن فرخها طالبة للورد بعد تمام الخمس، و هو أن ترد الماء يوما
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 465