و ينهى ذوي الأحلام عنّي حلومهم # و أرفع صوتي للنّعام المخزّم
يريد خرق أنفه، و هو في موضع الخرمة من البعير.
و أمّا قوله: «و أرفع صوتي للنّعام» فإنما خصّ بذلك النّعام لأنّها تجمع الشّرود و النّفار، إلى الموق و سوء الفهم. و لو قال: «و أرفع صوتي للحمير و الدّوابّ» لكان كذلك. و المصلّمة: السّكّ التي ليس لآذانها حجم.
1205-[رد على منكر الصمم]
قال: قول الذي زعم أنها ليست بصماء لا يجوز؛ لأنّ الدواب تسمع و تفهم الزّجر، و تجيب الدّعاء. بل لو قال: و أرفع صوتي للصخور و الحجارة، كان صوابا، و كان لرفع صوته معنى؛ إذ كان الرّفع و الوضع عند الصّخور سواء. و ليس كذلك الدوابّ. و لو كان إنما جعله مصلّما، و جعل آذان النّعام مصلومة، لأنه ليس لآذانها حجم فالطير كله كذلك إلاّ الخفّاش. و كلّ شيء يبيض من الحيوان فليس لها حجم آذان. ففي قصدهم بهذه الكلمة إلى النّعام، بين جميع ما ليس لأذنيه حجم، دليل على أنّ تأويلكم خطأ. قال علقمة بن عبدة[3]: [من البسيط]
[1]لم يرد البيت في الأصل، و رأيت أن أثبته اعتمادا على ما سيأتي في نهاية الفقرة التالية، و البيت في ديوان زهير 58.
[2]ديوان أوس بن حجر 122، و فيه «المصلم» ، مكان «المخزم» ، و المعاني الكبير 340، و ديوان الأدب 1/193، و بلا نسبة في اللسان و التاج و أساس البلاغة (خزم) ، و التهذيب 7/219، و المجمل 2/183، و الجمهرة 595، و المقاييس 2/178، و المعاني الكبير 344.