responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 442

قال: فبات القوم يتوقّعون نزول الملك، و يلاحظون السّماء، و أبطأ عنهم حتّى قام جلّ أهل اليمامة؛ و أطنبت الرّيح‌[1]و قويت، فأرسلها، و هم لا يرون الخيوط، و اللّيل لا يبين عن صورة الرّقّ، و عن دقّة الكاغد. و قد توهّموا قبل ذلك الملائكة.

فلمّا سمعوا ذلك و رأوه تصارخوا و صاح: من صرف بصره و دخل بيته فهو آمن! فأصبح القوم و قد أطبقوا على نصرته و الدّفع عنه. فهو قوله‌[2]: [من الطويل‌]

ببيضة قارور و راية شادن # و توصيل مقصوص من الطير جادف‌

فقلت لسهم: يكون مثل هذا الأمر العجيب، فلا يقول فيه شاعر، و لا يشيع به خبر؟!قال: أ و كلما كان في الأرض عجب، أو شي‌ء غريب، فقد وجب أن يشيع ذكره، و يقال فيه الشّعر، و يجعل زمانه تاريخا!ألسنا معشر العرب نزعم أنّ كسرى أبرويز، و هو من أحرار فارس، من الملوك الأعاظم، و سليل ملوك، و أبو ملوك، مع حزمه و رأيه و كماله، خطب إلى النّعمان بن المنذر، و إلى رجل يرضى أن تكون امرأته ظئرا لبعض ولد كسرى، و هو عامله، و يسمّيه كسرى عبدا، و هو مع ذلك أحيمر أقيشر، إمّا من أشلاء قصيّ بن معد، و إما من عرض لخم. و هو الذي قالوا: تزوّج مومسة- و هي الفاجرة؛ و لا يقال لها مومسة إلاّ و هي بذلك مشهورة-و عرفها بذلك، و أقام عليها، و هجي بها و لم يحفل بهجائهم. و ممّا زاد في شهرتها قصّة المرقش. و ناكها قرّة بن هبيرة حين سباها. فعلم بذلك و أقام عليها، ثمّ لم يرض حتّى قال لها: هل مسّك؟قالت: و أنت و اللّه لو قدر عليك لمسّك!فلم يرض بها حتى قال لها: صفيه لي. فوصفته حتّى قالت: كأنّ شعر خدّيه حلق الدّرع!و بال على رأسه خلف ابن نوالة الكناني عام حجّ، و نصّره عديّ بن بأحمق سبب‌[3]. و خطب أخوه المنذر إلى عبيدة بن همام، فردّه أقبح الرّدّ، و قال‌[4]: [من المتقارب‌] [1]أطنبت الريح: اشتدت.

[2]تقدم البيت في بداية هذه الفقرة.

[3]نصّره: أدخله في النصرانية، و كان سبب تنصّر النعمان-و كان يعبد الأوثان قبل ذلك-أنه مر على المقابر و معه عدي بن زيد الذي قال له إن هذه المقابر تقول:

كنا كما كنتم فغيّرنا دهر # فسوق كما صرنا تصيرونا

فدخلته رقة، و خرجا مرة أخرى، و مرّا على المقابر فأنشده عدي أبياتا أخرى فرجع النعمان و تنصر، انظر تفصيل الخبر في الأغاني 2/134-135.

[4]البيتان للأسود بن يعفر في ديوانه 67، و اللسان و التاج (نكر) ، و الأول في التنبيه و الإيضاح 2/218، و البيتان بلا نسبة في الكامل 920، 1077 (الدالي) ، و الأول في المخصص 17/12، و ديوان الأدب 1/261، 3/435، و العين 8/137.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست