تهوي بها مكربات في مرافقها # فتل صلاب مياسير معاجيل[2]
يدا مهاة، و رجلا خاضب سنق # كأنّه من جناه الشّري مخلول[3]
هيق هجفّ و زفّانيّة مرطى # زعراء، ريش جناحيها هراميل[4]
كأنما منثنى أقماع ما هصرت # من العفاء بليتيها ثآليل[5]
تروّحا من سنام العرق فالتبطا # إلى القنان التي فيها المداحيل[6]
إذا استهلاّ بشؤبوب فقد فعلت # بما أصابا من الأرض الأفاعيل[7]
فصادفا البيض قد أبدت مناكبها # منها الرّئال، لها منها سرابيل[8]
فنكّبا ينقفان البيض عن بشر # كأنها ورق البسباس مغسول[9]
1174-[تشبيه القدر الضخمة بالنعامة]
و الشّعراء يشبّهون القدر الضّخمة التي تكون بمنزل العظيم و أشباهه من [1]الأبيات للشماخ في ديوانه 277-280 و منه شرح المفردات.
[2] «تهوي: تسرع. مكربات: مشدودات. يعني أن أذرعها مشدودة في مرافقها شدا محكما. فتل:
جمع أفتل، أي مندمجة شديدة. صياب: لا تحيد عن القصد، مياسير: خفاف تلاين في مشيها.
معاجيل: تعجل بالسير.
[3]المهاة: بقر الوحش. الخاضب: الظليم. السنق: الشبعان كالمتخم. من جناه الشري: من تناوله الحنظل. مخلول: في فمه خلال، و أصله أن يلهج الفصيل الذي برضاع أمه، فيجعل عود في لسانه لئلا يرضع.
[4] «الهيق: الطويل. الهجف: الظليم المسن، أو هو الجافي الثقيل الضخم. الزفانية: الخفيف السريع. مرطى: سريعة. زعراء: قليلة الريش. هراميل: جمع هرمول، و هي قطعة من الشعر تبقى في نواحي الرأس؛ و كذلك من الريش و الوبر» .
[5]الاهتصار و الانهصار: سقوط الغصن على الأرض؛ و أصله في الشجر. أقماع: جمع قمع، و أصله الذي على رأس الثمرة، شبّه آثار ما سقط من ريشها بأقماع الثمرة. العفاء: الريش الذي يكون على الزف الصغار، بليتيها: بصفحتي عنقها. الثآليل: البثرات تكون في الجسد.
[6]تروحا: سارا في الرواح. سنام العرق: أعلاه. و العرق: موضع على فراسخ من هيت، و جبل بين البصرة و اليمامة. التبطا: من اللبط، و هو عدو مع وثب. مداحيل: مداخل تحت الجرف» .
[7] «استهلا بشؤبوب: اشتد عدوهما. و المراد هنا: الدفعة من العدو» .
[8] «المعنى أنهما وجدا البيض قد انفلق عن أعلى الرئال، و بقي أسفلها فيه فكان لها كالسرابيل» .
[9] «نكبا: مالا. ينقفان: ينقبان و يقشران. البشر: جمع بشرة. البسباس: نبت طيب الرائحة» .
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 420