نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 408
مضى من الدّهر، صاد هامة على قبر، فظنها سمان، فأكلها فغثت نفسه، فقال[1]:
[من الرجز]
نفسي تمقّس من سمانى الأقبر
و يقال: غثت نفسه غثيانا و غثيا، و لقست تلقس لقسا، و تمقّست تتمقّس تمقسا: إذا غثيت.
1162-[أكل الحيات]
و أخبرني صباح بن خاقان، قال: كنت بالبادية، فرأيت ناسا حول نار فسألت عنهم، فقالوا: قد صادوا حيات فهم يشوونها و يأكلونها؛ إذ نظرت إلى رجل منهم ينهش حية قد أخرجها من الجمر، فرأيته إذا امتنعت عليه يمدّها كما يمدّ عصب لم ينضج. فما صرفت بصري عنه حتّى لبط به[2]، فما لبث أن مات، فسألت عن شأنه، فقيل لي: عجّل عليها قبل أن تنضج و تعمل النّار في متنها.
و قد كان قد بغداد و في البصرة جماعة من الحوّائين، يأكل أحدهم أيّ حيّة أشرت إليها في جونته، غير مشويّة. و ربّما أخذ المرارة وسط راحته، فلطعها بلسانه، و يأكل عشرين عقربانة نيّة بدرهم. و أما المشويّ فإنّ ذلك عنده عرس.