و الأسد قد تسمع من زئيرها # و باتت الأفعى على محفورها
تأسيرها يحتكّ في تأسيرها # مرّ الرّحى تجري على شعيرها[4]
كرعدة الجراء أو هديرها # تضرّم القصباء في تنّورها
توقّر النّفس على توقيرها # تعلّم الأشياء في تنقيرها
في عاجل النفس و في تأخيرها
1149-[أقسام الحيوان من حيث تحركه]
و سنذكر مسألة و جوابها. و ذلك أنّ ناسا زعموا أنّ جميع الحيوان على أربعة أقسام. شيء يطير، و شيء يمشي، و شيء يعوم، و شيء ينساح.
و قد قال اللّه عزّ و جلّ: وَ اَللََّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مََاءٍ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلىََ بَطْنِهِ، وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلىََ رِجْلَيْنِ، وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلىََ أَرْبَعٍ، يَخْلُقُ اَللََّهُ مََا يَشََاءُ[5].
و قد وضع الكلام على قسمة أجناس الحيوان، و على تصنيف ضروب الخلق، ثمّ قصّر عن الشيء الذي وضع عليه كلامه، فلم يذكر ما يطير و ما يعوم، ثمّ جعل ما ينساح، مثل الحيّات و الدّيدان، ممّا يمشي؛ و المشي لا يكون إلاّ برجل، كما أنّ العضّ لا يكون إلا بفم، و الرّمح لا يكون إلاّ بحافر؛ و ذكر ما يمشي على أربع، و هاهنا [1]ملحق ديوان الشماخ 461.
[2]في المخصص 8/115 (الأفاعي تكش خلا الأسود، فإنه يصفر و ينبح و يضبح) .
[3]ديوان أبي النجم 113-114.
[4]التأسير: السير يؤسر به السرج، و جعله هنا لجلد الحية.
[5]45/النور: 24.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 392