responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 337

حين سحروا أعين الناس جعلوا حبالهم و عصيّهم ذئابا في أعين الناس و نمورا، لجعل اللّه عصا موسى ذئبا أو نمرا، فلم يكن ذلك لخاصّة في بدن الحية.

قلنا: الدّليل على باطل ما قلتم، قول اللّه تعالى: وَ مََا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يََا مُوسى‌ََ.

قََالَ هِيَ عَصََايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهََا وَ أَهُشُّ بِهََا عَلى‌ََ غَنَمِي وَ لِيَ فِيهََا مَآرِبُ أُخْرى‌ََ `قََالَ أَلْقِهََا يََا مُوسى‌ََ `فَأَلْقََاهََا فَإِذََا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى‌ََ [1]و قال اللّه عزّ و جلّ: إِذْ قََالَ مُوسى‌ََ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نََاراً [2]إلى قوله: وَ أَلْقِ عَصََاكَ فَلَمََّا رَآهََا تَهْتَزُّ كَأَنَّهََا جَانٌّ وَلََّى مُدْبِراً وَ لَمْ يُعَقِّبْ يََا مُوسى‌ََ لاََ تَخَفْ إِنِّي لاََ يَخََافُ لَدَيَّ اَلْمُرْسَلُونَ [3]فقلبت العصا جانّا، و ليس هناك حبال و لا عصيّ. و قال اللّه: قََالَ لَئِنِ اِتَّخَذْتَ إِلََهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ اَلْمَسْجُونِينَ `قََالَ أَ وَ لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْ‌ءٍ مُبِينٍ `قََالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ اَلصََّادِقِينَ `فَأَلْقى‌ََ عَصََاهُ فَإِذََا هِيَ ثُعْبََانٌ مُبِينٌ [4]فقلب العصا حيّة كان في حالات شتّى. فكان هذا ممّا زاد في قدر الحية.

و قد ورد أنه صلى اللّه عليه و سلم قال في دعائه أن لا يميته اللّه لديغا[5]. و تأويل ذلك: أنّه صلى اللّه عليه و سلم ما استعاذ باللّه من أن يموت لديغا، و أن تكون ميتته بأكل هذا العدوّ، إلا و هو من أعداء اللّه، بل من أشدّهم عداوة.

و قال النبيّ صلى اللّه عليه و سلم: «أشدّ النّاس عذابا بوم القيامة من قتل نبيّا أو قتله نبيّ» كأنّه كان في المعلوم أنّ النبيّ لا يقتل أحدا، و لا يتّفق ذلك إلاّ في أشرار الخلق. و يدلّ على ذلك، الذي اتّفق من قتل أبيّ بن خلف بيده، و النّضر بن الحارث، و عقبة بن أبي معيط، و معاوية بن المغيرة بن أبي العاصي-صبرا[6].

و حدّثت عن عبد اللّه بن أبي هند، قال: حدّثني صيفي بن أبي أيّوب، أنه سمع أبا بشير الأنصاريّ يقول: «كان رسول صلى اللّه عليه و سلم يتعوّذ من هؤلاء السّبع: كان يقول:

اللهمّ إني أعوذ بك من الهدم‌[7]و أعوذ بك من التردّي، و أعوذ بك من الغمّ [1]طه: 18.

[2]النمل: 7.

[3]النمل: 10.

[4]الشعراء: 29-32.

[5]في النهاية 4/245 (أعوذ بك أن أموت لديغا) .

[6]قتله صبرا: حبسه و رماه حتى مات (القاموس: صبر) .

[7]في النهاية 5/252 «أنه كان يتعوذ من الأهدمين» هو أن ينهار عليه بناء، أو يقع في بئر أو أهوية.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست