responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 334

في ذلك، و تمنعه بكلّ حيلة، لأنّها تعلم و تحسّ بضعف ذلك الموضع منها، و هو مقتل. و ما أكثر ما يكون في أعناقها تخصير[1]، و لتندورها أغباب‌[2]، و ذلك في الأفاعي أعمّ. و ذلك الموضع المستدقّ‌[1]إنّما هو شي‌ء كهيئة الخريطة، و كهيئة فم الجراب، منضمّ الأثناء، مثنّى الغضون. فإذا شئت أن تفتح انفتح لك فم واسع.

و لذلك قال إبراهيم بن هانئ: كان فتح فم الجراب يحتاج إلى ثلاثة أيد، و لو لا أنّ الحمالين قد جعلوا أفواههم بدل اليد الثّالثة لقد كان ذلك ممتنعا حتّى يستعينوا بيد إنسان.

و هذا ممّا يعدّ في مجون ابن هانئ.

و كذلك حلوق الحيّات و أعناقها و صدورها، قد تراها فتراها في العين دقيقة، و لا سيّما إذا أفرطت في الطّول.

1062-[شراهة الحية و الأسد]

و هي تبتلع فراخ الحمام. و الحية أنهم و أشره من الأسد. و الأسد يبلع البضعة العظيمة من غير مضع، و ذلك لما فيه من فضل الشره. و كذلك الحيّة. و هما واثقان بسهولة وسعة المخرج.

1063-[تنّين أنطاكية]

و ممّا عظّمها و زاد في فزع النّاس منها، الذي يرويه أهل الشام، و أهل البحرين، و أهل أنطاكية، و ذلك أنّي رأيت الثلث الأعلى من منارة مسجد أنطاكية أظهر جدّة من الثلثين الأسفلين، فقلت لهم: ما بال هذا الثلث الأعلى أجدّ و أطرى؟قالوا: لأنّ تنّينا[3]ترفّع من بحرنا هذا، فكان لا يمرّ بشي‌ء إلاّ أهلكه، فمرّ على المدينة في الهواء، محاذيا لرأس هذه المنارة، و كان أعلى ممّا هي عليه، فضربه بذنبه ضربة، حذفت من الجميع أكثر من هذا المقدار، فأعادوه بعد ذلك، و لذلك اختلف في المنظر.

و لم يزل أهل البقاع يتدافعون أمر التّنّين. و من العجب أنّك تكون في مجلس [1]تخصير: دقّة.

[2]أغباب: جمع غبب، و هو اللحم المتدلي تحت الحنك. (القاموس: غبب) .

[3]التنين: ضرب من الحيات كأكبر ما يكون منها، و طوله نحو فرسخين. حياة الحيوان 1/233.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست