نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 323
1036-[قرابة بعض النبات لبعض]
و قد زعم أهل البصرة أنّ مشان[1]الكوفة قريب من برنيّ[2]البصرة، قلبته البلدة.
و يزعم أهل الحجاز أنّ نخل النارجيل[3]هو نخل المقل[4]، و لكنّه انقلب لطباع البلدة. و أشباه ذلك كثير.
و يزعمون أنّ الفيلة مائية الطّباع بالجاموسيّة و الخنزيريّة التي فيها.
1037-[الذئب و النسيم]
قال: و الذّئب أيضا، و إن كان عندهم ممّا لا يجتزي بالنّسيم، فإنّه من الحيوان الذي يفتح فاه للنّسيم؛ ليبرد جوفه من اللهيب الذي يعتري السّباع؛ و لأنّ ذلك يمدّ قوّته، و يقطع عنه ببرودته و لطافته الرّيق. فإن كان ذا سعر إذا عدا احتشى ريحا.
1038-[صبر الذئب و الأسد على الطعام]
و ربّما جاع الأسد ففعل فعل الذّئب، فالأسد و الذّئب يختلفان في الجوع و الصبر؛ لأنّ الأسد شديد النّهم، رغيب حريص شره؛ و هو مع ذلك يحتمل أن يبقى أيّاما لا يأكل شيئا. و الذّئب و إن كان أقفر منزلا، و أقلّ خصبا، و أكثر كدّا و إخفاقا، فلا بدّ له من شيء يلقيه في جوفه، فإذا لم يجد شيئا استعار النسيم، [و ربما استفّ التراب][5].
1039-[حيلة بعض الجائعين]
و النّاس إذا جاعوا و اشتدّ جوعهم شدّوا على بطونهم العمائم. فإن استقلوا، و إلاّ شدّوا الحجر.