نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 322
1033-[شرب المسموم للّبن]
و حدّثني بعض أصحابنا قال: كنت إمّا برماي و إما بباري و هما بلاد حيّات و أفاع، و نحن في عرس، إذ أدخلوا الخدر العروس فأبطئوا عليه شيئا، فأغفى و تلوّت على ذراعه أفعى، فذهب ينفضها و حجمت على ذراعه-و قد يقال ذلك إذا كانت العضّة في صورة شرط الحجّام-فصرخ و جاءوا يتعادون[1]فوجدوها فقتلوها، و سقوه في تلك اللّيلة لبن أربعين عنزا، كلّما استقرّ في جوفه قعب من ذلك اللّبن قاء فيخرج منه كأمثال طلع الفحّال[2]الأبيض، فيه طرائق من دسم تعلوه خضرة، حتى استوفى ذلك اللّبن كله. قال: فعندها قال شيخ من أهل القرية: إن كنتم أخرجتم ذلك السّمّ فقد أخرجتم نفسه معه!قال: فغبر أيّاما بأسوإ حال ثمّ مات. قال: و كنت أعجب من سرعة استحالة اللّبن و جموده.
1034-[اكتفاء الحيات و الضباب بالنسيم]
قلت: و الحيّات البرّيّة إذا هرمت تنسّمت النّسيم فاكتفت بذلك، و كذلك الضّباب إذا هرمت.
قال: و لا يكون ذلك للمائيّة من حيّات الغياض و شطوط الأنهار، و مناقع المياه.
1035-[الحيات المائية]
قال: و الحيّات المائيّة، إمّا أن تكون برّيّة أو جبليّة، فاكتسحتها السّيول و احتملتها في كثير من أصناف الحشرات و الدّوابّ و السّباع، فتوالدت تلك الحيّات و تلاقحت هناك. و إمّا أن تكون كانت أمهاتها و آباؤها في حيّات الماء. و كيف دارت الأمور فإنّ الحيّات في أصل الطّبع مائيّة. و هي تعيش في النّدى، و في الماء، و في البرّ و في البحر، و في الصّخر و الرّمل. و من طباعها أن ترقّ و تلطف على شكلين: أحدهما لطول العمر، و الآخر للبعد من الرّيف. و على حسب ذلك تعظم في المياه و الغياض.
قال: و كلّ شيء في الماء ممّا يعايش السمك، مما أشبه الحيّات كالمارماهي و الأنكليس فإنها كلها على ضربين: فأحدهما من أولاد الحيات انقلبت بما عرض لها من طباع البلد و الماء. و الآخر من نسل سمك و حيات تلاقحت؛ إذ كان طباع السمك قريبا من طباع تلك الحيّات. و الحيّات في الأصل مائيّة، و كلّها كانت حيّات.