responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 317

زعم أنّ من الأفاعي جنسا لا يضرّ الفراريج من بين الأشياء، و لا أدري أيّ الخبرين أبعد: أخبر ابن غالب في تفسيخ الثّوب، أو خبر ابن المثنى في سلامة الفرّوج على الأفعى؟

1024-[ما تضي‌ء عينه من الحيوان‌]

و زعم محمد بن الجهم أنّ العيون التي تضي‌ء بالليل كأنها مصابيح، عيون الأسد و النمور، و السّنانير و الأفاعي. فبينا نحن عنده إذ دخل عليه بعض من يجلب الأفاعي من سجستان، و يعمل التّرياقات، و يبيعها أحياء و معمولة[1]، فقال له:

حدّثهم بالذي حدّثتني به من عين الأفعى. قال: نعم، كنت في منزلي نائما في ظلمة، و قد كنت جمعت رءوس أفاع كنّ عندي، لأرمي بها، و أغفلت تحت السّرير رأسا واحدا، ففتحت عيني تجاه السّرير في الظلمة، فرأيت ضياء إلاّ أنّه ضئيل ضعيف رقيق، فقلت: عين غول أو بعض أولاء السّعالى، و ذهبت نفسي في ألوان من المعاني، فقمت فقدحت نارا، و أخذت المصباح معي، و مضيت نحو السرير فلم أجد تحته إلاّ رأس أفعى، فأطفأت السّراج و نمت و فتحت عيني، فإذا ذلك الضوء على حاله، فنهضت فصنعت كصنيعي الأوّل، حتى فعلت ذلك مرارا. قال: فقلت آخر مرّة: ما أرى شيئا إلاّ رأس أفعى، فلو نحّيته!فنحّيته و أطفأت السّراج، ثمّ رجعت إلى منامي، ففتحت عيني فلم أر الضّوء، فعلمت أنّه من عين الأفعى، ثمّ سألت عن ذلك، فإذا الأمر حقّ، و إذا هو مشهور في أهل هذه الصّناعة.

1025-[علة قوة بدن الحية]

قال: و ربّما قبض الرّجل الشديد الأسر و القوّة القبضة على قفا الحيّة فتلتفّ عليه فتصرعه. و في صعودها و في سعيها خلف الرّجل الشديد الحضر، أو عند هربها حتّى تفوت و تسبق، و ليست بذات قوائم، و إنما تنساب على بطنها، و في تدافع أجزائها و تعاونها، و في حركة الكلّ من ذات نفسها، دليل على إفراط قوّة بدنها.

و من ذلك أنها لا تمضغ، و إنما تبتلع، فربّما كان في البضعة أو في الشي‌ء الذي ابتلعته عظم، فتأتي جذم شجرة، أو حجرا شاخصا[2]فتنطوي عليه انطواء شديدا فيتحطّم ذلك العظم حتّى يصير رفاتا.


[1]في حياة الحيوان 1/401 «الحية» : (يحرم أكل الترياق المعمول من لحومها) .

[2]شخص: ارتفع. (القاموس: شخص) . ـ

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست