responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 309

ترعى حقّ تربية، ثمّ رأوا شيئا من هذه الحيّات، البيض، المنقّشة الظّهور-لما بيّتوها و نوّموها إلاّ في المهد، مع صبيانهم.

1010-[ردّ على من طعن في تحريم الخنزير]

فيقال لصاحب هذه المقالة: تحريم الأغذية إنّما يكون من طريق العبادة و المحنة، و ليس أنه جوهر شي‌ء من المأكول يوجب ذلك. و إنّما قلنا: إنّا وجدنا اللّه تعالى قد مسخ عبادا من عباده في صور الخنزير دون بقيّة الأجناس، فعلمنا أنّه لم يفعل ذلك إلاّ لأمور اجتمعت في الخنزير. فكان المسخ على صورته أبلغ من التّنكيل. لم نقل إلاّ هذا.

1011-[القول في القرد]

و القرد يضحك و يطرب، و يقعي و يحكي، و يتناول الطّعام بيديه و يضعه في فيه، و له أصابع و أظفار، و ينقي الجوز، و يأنس الأنس الشّديد، و يلقن بالتّلقين الكثير، و إذا سقط في الماء غرق و لم يسبح؛ كالإنسان قبل أن يتعلّم السّباحة. فلم تجد النّاس للذي اعترى القرد من ذلك-دون جميع الحيوان علّة-إلاّ هذه المعاني التي ذكرتها، من مناسبة الإنسان من قبلها.

و يحكى عنه من شدّة الزّواج، و الغيرة على الأزواج، ما لا يحكى مثله إلاّ عن الإنسان؛ لأنّ الخنزير يغار، و كذلك الجمل و الفرس، إلاّ أنها لا تزاوج. و الحمار يغار و يحمي عانته الدّهر كلّه، و يضرب فيها كضربه لو أصاب أتانا من غيرها. و أجناس الحمام تزاوج و لا تغار.

و اجتمع في القرد الزّواج و الغيرة، و هما خصلتان كريمتان، و اجتماعهما من مفاخر الإنسان على سائر الحيوان. و نحن لم نر وجه شي‌ء غير الإنسان أشبه صورة و شبها، على ما فيه من الاختلاف، و لا أشبه فما و وجها بالإنسان من القرد. و ربّما رأينا وجه بعض الحمر إذا كان ذا خطم، فلا نجد بينه و بين القرد إلاّ اليسير.

و تقول الناس: «أكيس من قشّة» [1]و «أملح من ربّاح» [2]و لم يقل أحد:

أكيس من خنزير، و أملح من خنّوص. و هو قول العامّة: «القرد قبيح و لكنّه مليح» .


[1]المثل في مجمع الأمثال 2/169، و الفاخر 81، و جمهرة الأمثال 2/175، و المستقصى 1/297، و أمثال ابن سلام 370، و الدرة الفاخرة 2/366.

[2]الرباح: ذكر القرد. (القاموس: ربح) . ـ

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست