responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 283

و خبّرني كم شئت من الناس، أنّه رأى أصحاب الجبن الرّطب بالأهواز و قراها، يأخذون القطعة الضّخمة من الجبن الرّطب، و فيها ككواء الزنابير، و قد تولّد فيها الدّيدان، فينفضها وسط راحته، ثمّ يقمحها في فيه، كما يقمح السّويق و السّكّر، أو ما هو أطيب منه.

978-[آيات في تعذيب الناس بالحيوان‌]

و قد خبّر اللّه تعالى عن أصحاب النّقم، و ما أنزل اللّه من العذاب، و ما أخذ من الشكل و المقابلات، فقال: فَكُلاًّ أَخَذْنََا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنََا عَلَيْهِ حََاصِباً وَ مِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ اَلصَّيْحَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنََا بِهِ اَلْأَرْضَ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنََا [1]، و قال:

أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحََابِ اَلْفِيلِ. `أَ لَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ. `وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبََابِيلَ. `تَرْمِيهِمْ بِحِجََارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ [2].

و ليس من هذه الأصناف شي‌ء أبلغ في المثلة و الشّنعة، ممّن جعل منهم القردة و الخنازير.

979-[الأهلي و الوحشي من الحيوان‌]

فالخنزير يكون أهليا و وحشيا، كالحمير و السّنانير، مما يعايش النّاس. و كلها لا تقبل الآداب. و إنّ الفهود و هي وحشيّة تقبل كلها، كما تقبل البوازي، و الشّواهين، و الصقورة، و الزّرّق، و اليؤيؤ، و العقاب، و عناق الأرض، و جميع الجوارح الوحشيّات.

ثمّ يفضلها الفهد بخصلة غريبة و ذلك أنّ كبارها و مسانّها أقبل للآداب، و إن تقادمت في الوحش، من أولادها الصغار، و إن كانت تقبل الآداب؛ لأنّ الصغير إذا أدّب فبلغ، خرج جبينا مواكلا، و المسنّ الوحشيّ يخلص لك كله، حتى يصير أصيد و أنفع.

و صغار سباع الطّير و كبارها على خلاف ذلك، و إن كان الجميع يقبل الأدب.

و الخنزير و إن كان أهليّا فإنه لا يقبل الأدب على حال، حتى كأنّه-و إن كان بهيمة- في طباع ذئب.

و ذلك أن أعرابيّا أخذ جرو ذئب و كان التقطه التقاطا، فقال: أخذته و هو لا يعرف أبويه و لا عملهما، و هو غرّ لم يصد شيئا، فهو إذا ربّيناه و ألّفناه، أنفع لنا من [1]40/العنكبوت: 29.

[2]/الفيل: 105.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست