و قال سأقضي حاجتي ثمّ أتّقي # عدوّي بألف من ورائي ملجّم
فشدّ و لم تفزع بيوت كثيرة # لدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم[2]
قال بعض العلماء: قرية النمل.
956-[استطراد لغوي]
قال: و يقال في لسانه حبسة: إذا كان في لسانه ثقل يمنعه من البيان. فإذا كان الثّقل الذي في لسانه من قبل العجمة قيل: في لسانه حكلة. و الحكل من الحيوان كلّه ما لم يكن له صوت يستبان باختلاف مخارجه، عند حرجه و ضجره، و طلبه ما يغذوه، أو عند هياجه إذا أراد السّفاد، أو عند وعيد لقتال، و غير ذلك من أمره.
957-[سبب اختلاف كلام الناس في رأي الهند]
و تزعم الهند أنّ سبب ما له كثر كلام الناس و اختلفت صور ألفاظهم، و مخارج كلامهم، و مقادير أصواتهم في اللّين و الشّدّة، و في المدّ و القطع-كثرة حاجاتهم.
و لكثرة حاجاتهم كثرت خواطرهم و تصاريف ألفاظهم، و اتّسعت على قدر اتّساع معرفتهم.
قالوا: فحوائج السّنانير لا تعدو خمسة أوجه: منها صياحها إذا ضربت، و لذلك صورة. و صياحها إذا دعت أخواتها و آلافها، و لذلك صورة. و صياحها إذا دعت أولادها للطّعم، و لذلك صورة. و صياحها إذا جاعت، و لذلك صورة. فلما قلّت وجوه المعرفة و وجوه الحاجات، قلّت وجوه مخارج الأصوات. و أصواتها تلك فيما بينها هو كلامها.
و قالوا: ثمّ من الأشياء ما يكون صوتها خفيّا فلا يفهمه عنها إلا ما كان من [1]البيتان من معلقته في ديوانه 29.
[2]في ديوانه: (أم قشعم: الحرب؛ أو المنية) .
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 270