نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 264
و قال اللّه عز و جلّ: حَتََّى إِذََا أَتَوْا عَلىََ وََادِ اَلنَّمْلِ قََالَتْ نَمْلَةٌ يََا أَيُّهَا اَلنَّمْلُ اُدْخُلُوا مَسََاكِنَكُمْ لاََ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمََانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لاََ يَشْعُرُونَ. `فَتَبَسَّمَ ضََاحِكاً مِنْ قَوْلِهََا وَ قََالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ اَلَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ[1]فقد أخبر القرآن أنها قد عرفت سليمان و أثبتت عينه، و أنّ علم منطقها عنده، و أنها أمرت صويحباتها بما هو أحزم و أسلم. ثمّ أخبر أنها تعرف الجنود من غير الجنود، و قد قالت: وَ هُمْ لاََ يَشْعُرُونَ . و نخالك أيها المنكر تبسّمه بحالهنّ، أنّك لم تعرف قبل ذلك الوقت و بعده، شيئا من هذا الشكل من الكلام، و لا تدبيرا في هذا المقدار. و أمّا ما فوق ذلك فليس لك أن تدّعيه. و لكن، ما تنكر من أمثاله و أشباهه و ما دون ذلك، و القرآن يدلّ على أنّ لها بيانا، و قولا، و منطقا يفصل بين المعاني التي هي بسبيلها؟!فلعلها مكلّفة، و مأمورة منهيّة، و مطيعة عاصية. فأوّل ذلك أن المسألة من مسائل الجهالات.
و إنّ من دخلت عليه الشّبهة من هذا المكان لناقص الرّويّة رديّ الفكرة.
و قد علمنا، و هم ناس و لهم بذلك فضيلة في الغريزة و في الجنس و الطّبيعة. و هم ناس إلى أن ينتهوا إلى وقت البلوغ و نزول الفرض حتى لو وردت ذرّة لشربت من أعلاه.
[2]الأبيات لأبي دهبل الجمحي في ديوانه 85، و المستقصى 1/51، و ليزيد بن معاوية في ديوانه 22، و المقاصد النحوية 1/48، و معجم البلدان 5/42 (الماطرون) ، و للأحوص الأنصاري في ديوانه 221، و ليزيد أو للأحوص في الخزانة 7/309، و الكامل 1/226-227 (طبعة المعارف) ، و الثاني للأخطل في اللسان و التاج (دسكر) ، و الثالث له في اللسان (مطرن) .
[3]اكتنع الليل: حضر و دنا. «اللسان: كنع» . أمرّ: صار مرّا.
[4]الدسكرة: بناء كالقصر حوله بيوت للأعاجم؛ يكون فيها الشراب و الملاهي. «اللسان: دسكر» .
[5]الماطرون: موضع بالشام قرب دمشق. معجم البلدان 5/42.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 264