نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 42
و الاستعارات، فإذا قرأتها رأيت فضلها في الإيجاز و الجمع للمعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة على الّذي كتبته لك في باب الإيجاز و ترك الفضول. فمنها قوله حين وصف خمر أهل الجنّة:
لاََ يُصَدَّعُونَ عَنْهََا وَ لاََ يُنْزِفُونَ[1]و هاتان الكلمتان قد جمعتا جميع عيوب خمر أهل الدّنيا.
و قوله عزّ و جل حين ذكر فاكهة أهل الجنّة فقال: لاََ مَقْطُوعَةٍ وَ لاََ مَمْنُوعَةٍ[2] جمع بهاتين الكلمتين جميع تلك المعاني.
و هذا كثير قد دللتك عليه، فإن أردته فموضعه مشهور.
588-[رأي أعرابي في تثمير المال]
و قال أعرابي من بني أسد: [من الطويل]
يقولون ثمّر ما استطعت، و إنما # لوارثه ما ثمّر المال كاسبه
فكله و أطعمه و خالسه وارثا # شحيحا و دهرا تعتريك نوائبه