responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 42

و الاستعارات، فإذا قرأتها رأيت فضلها في الإيجاز و الجمع للمعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة على الّذي كتبته لك في باب الإيجاز و ترك الفضول. فمنها قوله حين وصف خمر أهل الجنّة:

لاََ يُصَدَّعُونَ عَنْهََا وَ لاََ يُنْزِفُونَ [1]و هاتان الكلمتان قد جمعتا جميع عيوب خمر أهل الدّنيا.

و قوله عزّ و جل حين ذكر فاكهة أهل الجنّة فقال: لاََ مَقْطُوعَةٍ وَ لاََ مَمْنُوعَةٍ [2] جمع بهاتين الكلمتين جميع تلك المعاني.

و هذا كثير قد دللتك عليه، فإن أردته فموضعه مشهور.

588-[رأي أعرابي في تثمير المال‌]

و قال أعرابي من بني أسد: [من الطويل‌]

يقولون ثمّر ما استطعت، و إنما # لوارثه ما ثمّر المال كاسبه

فكله و أطعمه و خالسه وارثا # شحيحا و دهرا تعتريك نوائبه‌

589-[شعر في الهجاء]

و قال رجل من بني عبس‌[3]: [من البسيط]

أبلغ قرادا لقد حكّمتم رجلا # لا يعرف النّصف بل قد جاوز النّصفا

كان امرأ ثائرا و الحقّ يغلبه # فجانب السّهل سهل الحقّ و اعتسفا

و ذاكم أنّ ذلّ الجار حالفكم # و أنّ أنفكم لا يعرف الأنفا

إنّ المحكّم ما لم يرتقب حسبا # أو يرهب السّيف أو حدّ القنا جنفا[4]

من لاذ بالسّيف لاقى قرضه عجبا # موتا على عجل أو عاش منتصفا

بيعوا الحياة بها إذ سام طالبها # إمّا رواحا و إما متة أنفا

ليس امرؤ خالدا و الموت يطلبه # هاتيك أجساد عاد أصبحت جيفا

أبلغ لديك أبا كعب مغلغلة # أنّ الذي بيننا قد مات أو دنفا


[1]19/الواقعة: 56.

[2]33/الواقعة: 56.

[3]البيتان الرابع و الخامس في البيان و التبيين 1/311.

[4]الجنف: الميل و الجور. «القاموس: جنف» .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست