فأخذتها أخذ المقصّب شاته # عجلان يشويها لقوم نزّل
و قال كعب بن سعد الغنويّ[1]: [من الطويل]
و حدّثتماني أنّما الموت بالقرى # فكيف و هاتا هضبة و قليب
و ماء سماء كان غير مجمّة # ببرّيّة تجري عليه جنوب[2]
و منزلة في دار صدق و غبطة # و ما أقتال في حكم عليّ طبيب
و قال دريد بن الصّمّة[3]: [من الطويل]
رئيس حروب لا يزال ربيئة # مشيح على محقوقف الصّلب ملبد
صبور على رزء المصائب حافظ # من اليوم أعقاب الأحاديث في غد
و هوّن وجدي أنني لم أقل له # كذبت و لم أبخل بما ملكت يدي
571-[قطع من البديع]
و قطعة من البديع قوله: [من الرجز]
إذا حداها صاحبي و رجّعا # و صاح في آثارها فأسمعا
يتبعن منهن جلالا أتلعا # أدمك في ماء المهاوي منقعا
و قال الراجز في البديع المحمود[4]: [من الرجز]
قد كنت إذ حبل صباك مدمش # و إذ أهاضيب الشباب تبغش[5]
و من هذا البديع المستحسن منه، قول حجر بن خالد بن مرثد[6]: [من الطويل]
سمعت بفعل الفاعلين فلم أجد # كفعل أبي قابوس حزما و نائلا
يساق الغمام الغرّ من كلّ بلدة # إليك فأضحى حول بيتك نازلا
فأصبح منه كلّ واد حللته # و إن كان قد خوّى المرابيع سائلا[6]
فإن أنت تهلك يهلك الباع و النّدا # و تضحي قلوص الحمد جرباء حائلا[7]
فلا ملك ما يبلغنّك سعيه # و لا سوقة ما يمدحنّك باطلا
[1]الأبيات في الأصمعيات 97، و الحماسة البصرية 1/233، و الأمالي 2/148، و السمط 774.
[2]المجمة: مكان وجوم الماء، أي كثير. «القاموس: جمّ» .
[3]ديوان دريد بن الصمة 50-51، و الأصمعيات 108.
[4]الرجز بلا نسبة في البيان و التبيين 3/334، و البيت الأول برواية: (إذ ذاك إذ حبل الوصال مدمش) و هو في اللسان (دمج) ، و شرح الأشموني 3/878، و سر صناعة الإعراب 1/205، و الممتع في التصريف 1/412.
[5]قوله «مدمش» أراد به «مدمج» ، فأبدل الشين مكان الجيم.
[6]الأبيات في شرح ديوان الحماسة للتبريزي 2/294.
[7]المرابيع: الأمطار أول الربيع. «القاموس: ربع» .
[8]القلوس: الناقة الفتية. «القاموس: قلص» . الحائل: الناقة التي حمل عليها فلم تلقح. «القاموس: حول» .