نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 256
931-[الأجناس التي تطلب العذرة]
و الأجناس التي تريد العذرة و تطلبها كثيرة، كالخنازير، و الدّجاج، و الكلاب، و الجراد، و غير ذلك. و لكنها لا تبلغ مبلغ الجعل و الرّخمة.
932-[أكل الأعراب لبعض الحيوان]
و قال ابن أبي كريمة: كنت عند أبي مالك عمرو بن كركرة، و عنده أعرابيّ، فجرى ذكر القرنبى. قال: فقلت له: أ تعرف القرنبى؟قال: و ما لي لا أعرف القرنبى؟! فو اللّه لربّما لم يكن غدائي إلاّ القرنبى يحسحس[1]لي. قال: فقلت له: إنها دويبّة تأكل العذرة. قال: و دجاجكم تأكل العذرة! و قال[2]: قال بعض المدنيّين لبعض الأعراب: أ تأكلون الحيّات و العقارب و الجعلان و الخنافس؟فقال: نأكل كلّ شيء إلاّ أمّ حبين[3]. قال: فقال المدنيّ:
«لتهن أمّ الحبين العافية» .
قال: و حدثنا ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس، أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال[4]: «من الدوابّ أربع لا يقتلن: النملة، و النّحلة، و الصّرد، و الهدهد» .
باب في الخفاش
933-[القول في الخفاش]
فأوّل ذلك أنّ الخفّاش طائر، و هو مع أنّه طائر من عرض الطير فإنّه شديد الطّيران، كثير التكفّي في الهواء، سريع التقلّب فيه، و لا يجوز أن يكون طعمه إلا من البعوض، و قوته إلا من الفراش و أشباه الفراش، ثمّ لا يصيده إلاّ في وقت طيرانه في الهواء، و في وقت سلطانه، لأنّ البعوض إنّما يتسلط بالليل. و لا يجوز أن يبلغ ذلك إلاّ بسرعة اختطاف و اختلاس، و شدّة طيران، و لين أعطاف و شدّة متن، و حسن تأتّ، و رفق في الصّيد. و هو مع ذلك كلّه ليس بذي ريش، و إنما هو لحم و جلد. فطيرانه بلا ريش عجب، و كلما كان أشدّ كان أعجب.