تفاقدوا من معشر ما لهم # أيّ ذنوب صوّبوا في القليب[1]
905-[طلب الحيّات البيض]
و أما قوله: [من الرمل]
و نفى الحيّات عن بيض الحجل
فإنّ الحيّات تطلب بيض كلّ طائر و فراخه. و بيض كلّ طائر مما يبيض على الأرض أحبّ إليها. فما أعرف لذلك علّة إلا سهولة المطلب.
و الأيائل تأكل الحيّات، و الخنازير تأكل الحيّات و تعاديها.
906-[عداوة الحمار للغراب]
و زعم صاحب المنطق أن بين الحمار و الغراب عداوة. و أنشدني بعض النحويّين[2]: [من الرجز]
عاديتنا لا زلت في تباب # عداوة الحمار للغراب
و أنشد ابن أبي كريمة لبعض الشّعراء في صريع الغواني[3]: [من الوافر]
فما ريح السّذاب أشدّ بغضا # إلى الحيّات منك إلى الغواني
907-[أمثال في الخنفساء]
و يقال: «ألجّ من الخنفساء» [4]، و «أفحش من فاسية» و هي الخنفساء و «أفحش من فالية الأفاعي» [5].
و الفساء يوصف بن ضربان من الخلق: الخنفساء، و الظّربان و في لجاج الخنفساء يقول خلف الأحمر[6]: [من المتقارب]
لنا صاحب مولع بالخلاف # كثير الخطاء قليل الصّواب
ألجّ لجاجا من الخنفساء # و أزهى إذا ما مشى من غراب
[1]الذّنوب: الدلو العظيمة «القاموس: ذنب» . القليب: البئر. «القاموس: قلب» .
[2]تقدم الرجز في الفقرة (872) .
[3]تقدم البيت في الفقرة (873) .
[4]المستقصى 1/308، و مجمع الأمثال 2/250، و أمثال ابن سلام 374، و الدرة الفاخرة 2/369.
[5]المستقصى 1/267، و مجمع الأمثال 2/85، و الدرة الفاخرة 1/331، و جمهرة الأمثال 2/89، 106.
[6]البيتان في حياة الحيوان 1/437، و معجم الأدباء 16/161.