responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 215

ثم من بعد هذا كلّه، سألت عنها بعض من لقيته. فقال لي: التمسها عند تلك النار. فأتيتهم فإذا همّ قد نتجوها حوارا[1]، و قد أوقدوا لها نارا فأخذت بخطامها و انصرفت.

867-[عدم إيمان النّظّام بالطيرة]

و أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن سيّار النّظّام قال: جعت حتّى أكلت الطين، و ما صرت إلى ذلك حتّى قلبت قلبي أتذكّر: هل بها رجل أصيب عنده غداء أو عشاء، قما قدرت عليه، و كان علي جبّة و قميصان، فنزعت القميص الأسفل فبعته بدريهمات، و قصدت إلى فرضة الأهواز، أريد قصبة الأهواز، و ما أعرف بها أحدا. و ما كان ذلك إلاّ شيئا أخرجه الضّجر و بعض التعرّض. فوافيت الفرضة فلم أصب فيها سفينة، فتطيّرت من ذلك. ثم إني رأيت سفينة في صدرها خرق و هشم فتطيرت من ذلك أيضا، و إذا فيها حمولة، فقلت للملاح: تحملني؟قال: نعم. قلت: ما اسمك؟ قال: «داوداذ» و هو بالفارسية الشّيطان، فتطيرت من ذلك. ثم ركبت معه، تصكّ الشمال وجهي، و تثير بالليل الصّقيع على رأسي. فلما قربنا من الفرصة صحت: يا حمّال!معي لحاف لي سمل، و مضربة خلق، و بعض ما لا بدّ لمثلي منه، فكان أول حمّال أجابني أعور فقلت لبقّار كان واقفا: بكم تكري ثورك هذا إلى الخان؟فلما أدناه من متاعي إذا الثّور أعضب القرن، فازددت طيرة إلى طيرة، فقلت في نفسي:

الرّجوع أسلم لي. ثم ذكرت حاجتي إلى أكل الطين فقلت: و من لي بالموت؟!فلما صرت في الخان و أنا جالس فيه، و متاعي بين يديّ و أنا أقول: إن أنا خلفته في الخان و ليس عنده من يحفظه فشّ الباب و سرق، و إن جلست أحفظه لم يكن لمجيئي إلى الأهواز وجه. فبينا أنا جالس إذ سمعت قرع الباب، قلت: من هذا عافاك اللّه تعالى؟ قال: رجل يريدك، قلت: و من أنا؟قال: أنت إبراهيم. فقلت: و من إبراهيم؟قال:

إبراهيم النّظّام. قلت: هذا خنّاق، أو عدوّ، أو رسول سلطان!ثم إني تحاملت و فتحت الباب، فقال: أرسلني إليك إبراهيم بن عبد العزيز و يقول:

نحن و إن كنّا اختلفنا في بعض المقالة، فإنّا قد نرجع بعد ذلك إلى حقوق الإخلاق و الحرّيّة. و قد رأيتك حين مررت بي على حال كرهتها منك، و ما عرفتك حتى خبّرني عنك بعض من كان معي و قال: ينبغي أن يكون قد نزعت بك حاجة.


[1]الحوار: ولد الناقة. «القاموس: حور» .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست