و من تعرّض للغربان يزجرها # على سلامته لا بدّ مشئوم
و ممن كان ينكر الطيرة و يوصي بذلك، الحارث بن حلزة، و هو قوله-قال أبو عبيدة: أنشدنيها أبو عمرو، و ليست إلا هذه الأبيات، و سائر القصيدة مصنوع مولد- و هو قوله[3]: [من السريع]
يا أيها المزمع ثم انثنى # لا يثنك الحازي و لا الشاحج
و لا قعيد أغضب قرنه # هاج له من مربع هائج
بينا الفتى يسعى و يسعى له # تاح له من أمره خالج
يترك ما رقّح من عيشه # يعيث فيه همج هامج
لا تكسع الشّول بأغبارها # إنك لا تدري من الناتج
و قال الأصمعي: قال سلم بن قتيبة: أضللت ناقة لي عشراء، و أنا بالبدو، فخرجت في طلبها، فتلقاني رجل بوجهه شين من حرق النار، ثم تلقّاني رجل آخذ بخطام بعيره، و إذا هو ينشد[4]: [من مجزوء الكامل]
فلئن بغيت لها البغا # ة فما البغاة بواجدينا
[1]تقدمت الأبيات مع تخريجها في الفقرة (856) ص 207-208.
[2]ديوان سلامة بن جندل 252، و البيت لعلقمة في ديوانه 67، و المفضليات 401، و أمالي المرتضى 1/578، و الحماسة البصرية 2/385.
[3]الأبيات في المفضليات 430، و البيان و التبيين 3/303-304، و البخلاء 164.
[4]البيت للبيد في ديوانه 323، و عيون الأخبار 1/145.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 214