نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 209
858-[أسماء الغراب]
و الغراب لسواده إن كان أسود، و لاختلاف لونه إن كان أبقع، و لأنّه غريب يقطع إليهم، و لأنّه لا يوجد في موضع خيامهم يتقمّم، إلاّ عند مباينتهم لمساكنهم، و مزايلتهم لدورهم، و لأنّه ليس شيء من الطير أشدّ على ذوات الدّبر من إبلهم من الغربان، و لأنه حديد البصر فقالوا عند خوفهم من عينه «الأعور» . كما قالوا: «غراب» لاغترابه و غربته «و غراب البين» ، لأنّه عند بينونتهم يوجد في دورهم.
و يسمّونه «ابن داية» ، لأنّه ينقب عن الدّبر حتّى يبلغ إلى دايات العنق و ما اتصل بها من خرزات الصّلب، و فقار الظهر.
859-[مراعاة التفاؤل في التسمية]
و للطّيرة سمّت العرب المنهوش بالسّليم، و البرّيّة بالمفازة، و كنوا الأعمى أبا بصير، و الأسود أبا البيضاء، و سمّوا الغراب بحاتم، إذ كان يحتم الزّجر به على الأمور.
فصار تطيّرهم من القعيد و النّطيح[1]و من جرد الجراد، و من أن الجرادة ذات ألوان، و جميع ذلك-دون التّطيّر بالغراب.
860-[ضروب من الطّيرة]
و لإيمان العرب بباب الطّيرة و الفأل عقدوا الرّتائم[2]، و عشّروا إذا دخلوا القرى تعشير الحمار[3]، و استعملوا في القداح الآمر، و الناهي، و المتربّص. و هنّ غير قداح الأيسار.
861-[اشتقاق أسماء في الطيرة]
و يدلّ على أنهم يشتقون من اسم الشيء الذي يعاينون و يسمعون، قول سوّار ابن المضرّب[4]: [من الوافر]
تغنّى الطائران ببين ليلى # على غصنين من غرب و بان
[1]القعيد: ما جاء من ورائك من ظبي أو طائر. «القاموس: قعد» . و النطيح: ما جاء من أمامك من الطير و الوحش. «القاموس: نطح» .
[2]كان من أراد سفرا يعمد إلى شجرة؛ فيعقد غصنين منها، فإن رجع و كانا على حالهما قال: إن أهله لم تخنه، و إلا فقد خانته، و ذلك الرتم و الرتيمة. «القاموس: رتم» .
[3]كانوا يزعمون أن الرجل إذا ورد أرض وباء وضع يده خلف أذنه فنهق عشر نهقات نهيق الحمار ثم دخلها أمن من الوباء، و عشّر الحمار: تابع النهيق عشر نهقات. «اللسان: عشر» .
[4]البيتان لسوار بن المضرب في الأصمعيات 243، و لجحدر العكلي في الحماسة البصرية 2/98، و أشعار اللصوص 1/195، و أمالي القالي 1/282، و الكامل 1/85، و للمعلوط في عيون الأخبار 1/149، و بلا نسبة في الوحشيات 183.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 209