responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 19

فعلى عليّ رضي اللّه تعالى عنه-يعوّل في تنزيه اللفظ و تشريف المعاني.

و قال أبو بكر-رضي اللّه عنه-حين قال بديل بن ورقاء للنبيّ صلى اللّه عليه و سلم: جئتنا بعجرائك و سودانك، و لو قد مسّ هؤلاء وخز السّلاح لقد أسلموك!فقال أبو بكر- رضي اللّه عنه-: عضضت ببظر اللاّت‌[1]! و قد رووا مرفوعا قوله: «من يعذرني من ابن أمّ سباع مقطّعة البظور؟» [2].

563-[لكلّ مقام مقال‌]

و لو كان ذلك الموضع موضع كناية هي المستعملة. و بعد فلو لم يكن لهذه الألفاظ مواضع استعملها أهل هذه اللّغة و كان الرأي ألاّ يلفظ بها، لم يكن لأوّل.

كونها معنى إلاّ على وجه الخطإ، و لكان في الحزم و الصّون لهذه اللّغة أن ترفع هذه الأسماء منها.

و قد أصاب كلّ الصّواب الذي قال: «لكلّ مقام مقال» [3].

564-[الورع الذي يبغضه اللّه تعالى‌]

و لقد دخل علينا فتى حدث كان قد وقع إلى أصحاب عبد الواحد بن زيد و نحن عند موسى بن عمران، فدار الحديث إلى أن قال الفتى: أفطرت البارحة على رغيف و زيتونة و نصف، أو زيتونة و ثلث، أو زيتونة و ثلثي زيتونة، أو ما أشبه ذلك.

بل أقول: أكلت زيتونة، و ما علم اللّه من أخرى، فقال موسى: إنّ من الورع ما يبغصه اللّه، علم اللّه؛ و أظنّ ورعك هذا من ذلك الورع.

و كان العتبي ربّما قال: فقال لي المأمون كذا و كذا، حين صار النّجم على قمّة الرأس، أو حين جازني شيئا، أو قبل أن يوازي هامتي. هكذا هو عندي، و في أغلب ظنّي، و أكره أن أجزم على شي‌ء و هو كما قلت إن شاء اللّه تعالى، و قريبا ممّا نقلت.

فيتوقف في الوقت الذي ليس من الحديث في شي‌ء. و ذلك الحديث إن كان مع طلوع الشمس لم يزده ذلك خيرا، و إن كان مع غروبها لم ينقصه ذلك شيئا. هذا و لعلّ الحديث في نفسه لم يكن قطّ و لم يصل هو في تلك الليلة البتّة. و هو مع ذلك زعم أنّه دخل على أصحاب الكهف فعرف عددهم، و كانت عليهم ثياب سبنيّة [1]رسائل الجاحظ 2/93، و النهاية 1/138.

[2]يروى هذا القول لحمزة بن عبد المطلب في رسائل الجاحظ 2/93، و المعارف 317.

[3]رسائل الجاحظ 2/93، و مجمع الأمثال 2/198، و المستقصى 2/293، و الفاخر 314.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست