نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 155
777-[فائدة دوام النظر إلى الخضرة]
و قلت له مرّة[1]: قيل لما سرجويه: ما بال الأكرة[2]و سكّان البساتين، مع أكلهم الكرّاث و التمر، و شروبهم ماء السّواقي على المالح[3]أقلّ النّاس خفشانا و عميانا و عمشانا و عورا؟قال: إني فكّرت في ذلك فلم أجد له علّة إلاّ طول وقوع أبصارهم على الخضرة.
778-[من لا يتقزّز من الذّبّان و الزنابير و الدّود]
قال ابن الجهم: و من أهل السّفالة ناس يأكلون الذّبّان، و هم لا يرمدون. و ليس لذلك أكلوه و إنما هم كأهل خراسان الذي يأكلون فراخ الزّنابير، و الزّنابير ذبان، و أصحاب الجبن الرّطب يأخذون الجبنة التي قد نغلت دودا، فينكتها أحدهم حتّى يخرج ما فيها من الدّود في راحته، ثم يقمحها[4]كما يقمح السّويق. و كان الفرزدق يقول: ليت أنّهم دفعوا إليّ نصيبي من الذبان ضربة واحدة، بشرط أن آكله لراحة الأبد منها. و كان كما زعموا شديد التقذّر لها و التقزّز منها.
779-[دعاء أحد القصاص]
و قال ثمامة[5]: تساقط الذبّان في مرق بعض القصّاص و على وجهه فقال: كثّر اللّه بكنّ القبور! و حكى ثمامة[6]عن هذا القاصّ أنه سمعه بعبّادان يقول في قصصه: اللّهمّ منّ علينا بالشهادة، و على جميع المسلمين.
780-[قصّة في عمر الذّباب]
و قال لي المكّيّ مرّة: إنما عمر الذبّان أربعون يوما، قلت: هكذا جاء في الأثر.
و كنّا يومئذ بواسط في أيّام العسكر و ليس بعد أرض الهند أكثر ذبابا من واسط، و لربّما رأيت الحائط و كأنّ عليه مسحا[7]شديد السّواد من كثرة ما عليه من الذبّان.