responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 100

و الوارشين حمام كلّه، قلنا: إنّا نزعم أنّ ذكورة التّدارج و ذكورة القبج، و ذكورة الحجل ديوك كلها. فإن كان ذلك كذلك، فالفخر بالطّوق نحن أولى به.

قال صاحب الحمام‌[1]: العرب تسمّي هذه الأجناس كلها حماما، فجمعوها بالاسم العامّ، و فرّقوها بالاسم الخاص، و رأينا صورها متشابهة، و إن كان في الأجسام بعض الاختلاف، و في الجثث بعض الائتلاف و كذلك المناقير. و وجدناها تتشابه من طريق الزّواج، و من طريق الدّعاء و الغناء و النّوح، و كذلك هي في القدود و صور الأعناق، و قصب الريش، و صيغة الرّءوس و الأرجل و السّوق و البراثن.

و الأجناس التي عددتم ليس يجمعها اسم و لا بلدة، و لا صورة و لا زواج. و ليس بين الدّيكة و بين تلك الذّكورة نسب إلاّ أنّها من الطّير الموصوفة بكثرة السّفاد، و أنّ فراخها و فراريجها تخرج من بيضها كاسية كاسبه. و البطّ طائر مثقل، و قد ينبغي أن تجعلوا فرخ البطّة فرّوجا، و الأنثى دجاجة و الذّكر ديكا، و نحن نجد الحمام، و نجد الوراشين، تتسافد و تتلاقح، و يجي‌ء منها الراعبيّ و الوردانيّ؛ و نجد الفواخت و القماريّ تتسافد و تتلاقح، مع ما ذكرنا من التشابه في تلك الوجوه. و هذا كلّه يدلّ على أنّ بعضها مع بعض كالبخت و العراب و نتائج ما بينهما، و كالبراذين و العتاق، و كلها خيل، و تلك كلها إبل. و ليس بين التّدارج و القبج و الحجل و الدّجاج هذه الأمور التي ذكرنا.

و على أنّا قد وجدنا الأطواق عامّة في ذوات الأوضاح من الحمام، لأنّ فيها من الألوان، و لها من الشّيات و أشكال و ألوان الريش ما ليس لغيرها من الطّير. و لو احتججنا بالتّسافد دون التّلاقح، لكان لقائل مقال، و لكنّا وجدناها تجمع الخصلتين، لأنّا قد نجد سفهاء النّاس، و من لا يتقذّر من الناس و الأحداث و من تشتدّ غلمته عند احتلامه، و يقلّ طروقه، و تطول عزبته؛ كالمعزب من الرّعاء فإنّ هذه الطّبقة من النّاس، لم يدعوا ناقة، و لا بقرة، و لا شاة، و لا أتانا، و لا رمكة، و لا حجرا، و لا كلبة، إلاّ و قد وقعوا عليها.

و لو لا أنّ في نفوس النّاس و شهواتهم ما يدعو إلى هذه القاذورة، لما وجدت هذا العمل شائعا في أهل هذه الصفة، و لو جمعتهم لجمعت أكثر من أهل بغداد و البصرة. ثم لم يلقح واحد منهم شيئا من هذه الأجناس على أنّ بعض هذه الأجناس يتلقى ذلك بالشّهوة المفرطة.


[1]ثمار القلوب (681) .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست