نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 10
بالزّنا؟فقال: لو كان عليّ في ذلك حرج لما قذفتها: فلم تزوّجت امرأة ليس في قذفها حرج؟قال: إنّي قد احتلت حيلة حتّى حلّ لي من أجلها ما كان يحرم. قلت: و ما تلك الحيلة؟قال: أنا رجل حديد، و هذا غلام عارم، و قد كنت طلّقت أمّه فكنت إذا افتريت عليها أثمت، فقلت في نفسي إن أرغتها[1]و خدعتها حتّى أنيكها مرّة واحدة حلّ لي بعد ذلك افترائي عليها، بل لا يكون قولي حينئذ فرية، و علمت أنّ زنية واحدة لا تعدل عشرة آلاف فرية. فأنا اليوم أصدق و لست أكذب. و الصّادق مأجور.
إني و اللّه ما أشكّ أنّ اللّه إذا علم أنّي لم أزن بها تلك المرّة إلاّ من خوف الإثم إذا قذفتها-أنّه سيجعل تلك الزّنية له طاعة فقلت: أنت الآن على يقين أنّ زناك طاعة للّه تعالى؟قال: نعم.
17-[حجة الشيخ الإباضي في كراهية الشيعة]
[2] قال الشّيخ الإباضي و قد ذهب عني اسمه و كنيته و هو ختن أبي بكر بن بريرة- و جرى يوما شيء من ذكر التشيّع و الشّيعة، فأنكر ذلك و اشتدّ غضبه عليهم، فتوهّمت أنّ ذلك إنّما اعتراه للإباضيّة التي فيه، و قلت: و ما عليّ إن سألته؟فإنّه يقال:
إنّ السائل لا يعدمه أن يسمع في الجواب حجّة أو حيلة أو ملحة-فقلت: و ما أنكرت من التشيّع و من ذكر الشّيعة؟قال: أنكرت منه مكان الشّين التي في أوّل الكلمة؛ لأني لم أجد الشّين في أوّل كلمة قطّ إلاّ و هي مسخوطة مثل: شؤم، و شرّ، و شيطان، و شغب، و شحّ، و شمال، و شجن، و شيب، و شين، و شراسة، و شنج[3]، و شكّ، و شوكة، و شبث[4]، و شرك، و شارب، و شطير، و شطور، و شعرة، و شاني[5]، و شتم، و شتيم[6]، و شيطرج[7]، و شنعة، و شناعة، و شأمة، و شوصة[8]، و شتر[9][1]أراغ: أراد و طلب. «القاموس: راغ» .
[2]ورد الخبر في عيون الأخبار 2/56.
[3]الشنج: تقبض الجلد. «القاموس: شنج» .
[4]الشّبث: دويبة كثيرة الأرجل. «القاموس: شبث» .
[5]الشانئ: المبغض. «القاموس: شنأ» .
[6]الشتيم: الكريه الوجه. «القاموس: شتم» .
[7]الشيطرج: دواء معروف نافع لوجع المفاصل و البرص و البهق. «القاموس: شيطرج» .
[8]الشوصة: وجع في البطن، أو ريح تعتقب في الأضلاع، أو ورم في حجابها من داخل. «القاموس:
شوص» .
[9]الشتر: الانقطاع و انقلاب الجفن من أعلى و أسفل، و انشقاقه أو استرخاء أسفله. «القاموس: شتر» . ـ
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 10