responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 85

و كانت الآلة قائمة أ ليس في أنّي لم أذق حيوانا منذ ثمانين سنة و لم تمتل عروقي من الشراب مخافة الزيادة في الشهوة. و النقصان من العزم-أ ليس في ذلك ما يقطع الدواعي، و يسكن الحركة إن هاجت؟!قال: قلنا: صدقت. قال: فإنّي بعد جميع ما وصفت لكم، لأسمع نغمة المرأة فأظنّ مرّة أنّ كبدي قد ذابت، و أظنّ مرّة أنها قد انصدعت، و أظنّ مرّة أنّ عقلي قد اختلس، و ربّما اضطرب فؤادي عند ضحك إحداهنّ، حتّى أظنّ أنّه قد خرج من فمي، فكيف ألوم عليهنّ غيري؟! فإن كان-حفظك اللّه تعالى-قد صدق على نفسه في تلك الحال، بعد أن اجتمعت فيه هذه الخصال، فما ظنّك بهذا قبل هذا الوقت بنحو ستّين سنة أو سبعين سنة؟!و ما ظنّك به قبل الخصاء بساعة؟!و ليس في الاستطاعة و لا في صفة الإمكان، أن يحتجز عن إرادة النساء، و معه من الحاجة إليهنّ و الشهوة لهنّ هذا المقدار!اللّه تعالى أرحم بخلقه، و أعدل على عباده، من أن يكلّفهم هجران شي‌ء، قد وصله بقلوبهم هذا الوصل، و أكّده هذا التأكيد.

و قد خصى نفسه من الصابئين رجال، قد عرفناهم بأسمائهم و أنسابهم، و صفاتهم و أحاديثهم. و في الذي ذكرنا كفاية إن شاء اللّه تعالى.

89-[استئذان عثمان بن مظعون في الخصاء]

و قد ذكر أنّ عثمان بن مظعون، استأذن النبي صلى اللّه عليه و سلم في السياحة فقال: «سياحة أمّتي الجماعة» [1] . و استأذنه في الخصاء فقال: «خصاء أمّتي الصوم، و الصوم وجاء» [2] . فهذا خصاء الديانة.

90-[خصاء الجلب‌]

فأمّا من خصى الجلب‌ [3] على جهة التجارة، فإنه يجبّ القضيب، و يمتلخ الأنثيين، إلا أن تقلّصت إحداهما من فرط الفزع، فتصير إلى موضع لا يمكن ردّها إلا بعلاج طويل، فللخاصي عند ذلك ظلم لا يفي به ظلم، و ظلم يربي على كلّ ظلم، لأنّه عند ذلك لا يحفل بفوت المتقلّص، و يقطع ما ظهر له، فإن برئ مجبوب القضيب أو ذا بيضة واحدة، فقد تركه لا امرأة و لا رجلا و لا خصيّا، و هو حينئذ ممّن تخرج لحيته، و ممّن لا يدعه الناس في دورهم و مواضع الخصوص من بيوتهم، فلا


[1] في النهاية 2/433 «سياحة هذه الأمة الصيام» . و لم أجد الحديث كما ذكره الجاحظ.

[2] أخرج البخاري في كتاب الصوم، الحديث 1806: «من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج. و من لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له و جاء» .

[3] الجلب: ما يجلب من خيل و سواها.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست