responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 244

أو في الفروسة أو في البيان، فإن كان الآخر وسطا من الرجال، قصدوا بحسن مآثره في الطبقة السفلى لتبين البراعة في أخيه، فصارت قرابته التي كانت مفخرة هي التي بلغت به أسفل السافلين. و كذلك عنزة بن أسد في ربيعة. و لو كان سودد ربيعة مرّة في عنزة و مرّة في ضبيعة أضجم، لكان خيراً لهم اليوم، و لودّ كثير من هؤلاء القبائل التي سلمت على الشعراء أو على العوامّ أن يكون فيهم شطر ما للعنزيّين من الشرف، و لو أنّ الناس وازنوا بين خصال هذه القبائل خيرها و شرّها لكانوا سواء.

و قال صاحب الكلب: ذكرت عيوب الكلب فقلت: الكلب إذا كان في الدار محق أجور أهل الدّار حتى يأتي على أقصاها، لأنّ الأجور إذ أخذ منها كلّ يوم وزن قيراط، و القيراط مثل أحد، لم يلبث على ذلك أن يأتي على آخرها. و قلت: في الكلب أشدّ الأذى على الجار و الضيف و الدخيل، يمنعه النّوم ليلا و القائلة نهاراً، و أن يسمع الحديث. ثمّ الذي على سامع النّباح من المئونة من الصوت الشديد.

و لو لم يكن في الكلب ما يؤذي بشدّة صوته إلاّ بإدامة مجاوبة الكلاب لكان في ذلك ممّا ينغّص العيش، و يمنع من الكلام و الحديث.

261-[شعر في النباح و الاستنباح‌]

و قال أرطأة بن سهيّة في بعض افتخاره: [من الطويل‌]

و إنّي لقوّام إلى الضّيف موهنا # إذا أغدف السّتر البخيل المواكل‌ [1]

دعا فأجابته كلاب كثيرة # على ثقة منّي بما أنا فاعل

و ما دون ضيفي، من تلاد تحوزه # يد الضيف، إلاّ أن تصان الحلائل‌

و قال ابن هرمة: [من الطويل‌]

و مستنبح نبّهت كلبي لصوته # و قلت له قم في اليفاع فجاوب‌ [2]

فجاء خفيّ الصوت قد مسّه الضّوى # بضربة مسنون الغرارين قاضب

فرحّبت و استبشرت حتّى بسطته # و تلك التي ألقى بها كلّ آئب‌

و قال آخر: [من الطويل‌]

هجمنا عليه و هو يكعم كلبه # دع الكلب ينبح إنّما الكلب نابح‌ [3]


[1] الأبيات في عيون الأخبار 3/239، و الشعر و الشعراء 332.

[2] ديوان ابن هرمة 76-77، و البخلاء 241.

[3] البيت بهذه الرواية بلا نسبة في اللسان و التاج (كعم) ، و برواية مختلفة لصخر بن أعيى في الأغاني 2/172، و البخلاء 241، و انظر الوحشيات 241، و سيأتي البيت في الفقرة (268) .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست