responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 13

ذلك عن طول التفكير، و استفاد العمر و فلّ الحدّ، و أدرك أقصى حاجته و هو مجتمع القوّة. و على أنّ له عند ذلك أن يجعل هجومه عليه من التوفيق، و ظفره به بابا من التسديد.

و هذا كتاب تستوي فيه رغبة الأمم، و تتشابه فيه العرب و العجم، لأنه و إن كان عربيّا أعرابيا، و إسلاميّا جماعيّا، فقد أخذ من طرف الفلسفة، و جمع بين معرفة السماع و علم التجربة، و أشرك بين علم الكتاب و السنة، و بين وجدان الحاسّة، و إحساس الغريزة. و يشتهيه الفتيان كما تشتهيه الشيوخ، و يشتهيه الفاتك كما يشتهيه الناسك، و يشتهيه اللاعب ذو اللّهو كما يشتهيه المجدّ ذو الحزم، و يشتهيه الغفل كما يشتهيه الأريب، و يشتهيه الغبيّ كما يشتهيه الفطن.

و عبتني بحكاية قول العثمانيّة و الضّرارية [1] ، و أنت تسمعني أقول في أوّل كتابي: و قالت العثمانية و الضراريّة، كما سمعتني أقول: قالت الرافضة و الزيدية [2] ، فحكمت عليّ بالنصب لحكايتي قول العثمانية، فهلاّ حكمت عليّ بالتشيّع لحكايتي قول الرافضة!!و هلا كنت عندك من الغالية لحكايتي حجج الغالية، كما كنت عندك من الناصبة لحكايتي قول الناصبة!!و قد حكينا في كتابنا قول الإباضيّة و الصّفرية، كما حكينا قول الأزارقة و الزيدية. و على هذه الأركان الأربعة بنيت الخارجية، و كلّ اسم سواها فإنما هو فرع و نتيجة، و اشتقاق منها، و محمول عليها.

و إلاّ كنّا عندك من الخارجية، كما صرنا عندك من الضّراريّة و الناصبة. فكيف رضيت بأن تكون أسرع من الشيعة، أسرع إلى إعراض الناس من الخارجية، اللهم إلاّ أن تكون وجدت حكايتي عن العثمانيّة و الضّراريّة أشبع و أجمع، و أتمّ و أحكم، و أجود صنعة، و أبعد غاية. و رأيتني قد وهّنت حقّ أوليائك، بقدر ما قوّيت باطل أعدائك!و لو كان ذلك كذلك، لكان شاهدك من الكتاب حاضرا، و برهانك على ما ادعيت واضحا.

و عبتني بكتاب العباسية [3] ، فهلاّ عبتني بحكاية مقالة من أبى وجوب الإمامة، و من يرى الامتناع من طاعة الأئمة الذين زعموا أنّ ترك النّاس سدى بلا قيّم أردّ عليهم، و هملا بلا راع أربح لهم، و أجدر أن يجمع لهم ذلك بين سلامة العاجل، و غنيمة الآجل، و أنّ تركهم نشرا لا نظام لهم، أبعد من المفاسد، و أجمع لهم على المراشد!! بل ليس ذلك بك، و لكنّه بهرك ما سمعت، و ملأ صدرك الذي قرأت، و أبعلك


[1] رسائل الجاحظ 4/19-45.

[2] رسائل الجاحظ 4/311-324.

[3] بروكلمان 3/114، رقم (17) .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست