و يلاحظ أنّ علماءنا الّذين عليهم الإعتماد، كالكليني، و الصّدوق، و المفيد، و الطّوسي، و الحلّي لم يتعرضوا لمكان قبرها، حتّى نرجّح بقولهم كلّا أو بعضا أحد الأقوال الثّلاثة، فلم يبق إلّا الشّهرة بين النّاس. و لكن الشّهرة عند أهل الشّام تعارضها الشّهرة عند أهل مصر.
و هكذا لا يمكن الجزم بشيء .. و ليس من شكّ أنّ زيارة المشهد المشهور بالشّام، و الجامع المعروف بمصر بقصد التّقرب إلى اللّه سبحانه تعظيما لأهل البيت الّذين قرّبهم اللّه، و رفع درجاتهم و منازلهم، حسنة و راجحة، لأنّ الغرض إعلان الفضائل، و تعظيم الشّعائر، و المكان وسيلة لا غاية، و قد جاء في الحديث: «نيّة المرء خير من عمله» [1].
[1] انظر، تأويل مختلف الحديث: 1/ 148 و 149، اصول الكافي: 2/ 69 ح 2، المحاسن: 1/ 260 ح 315، أمالي الطّوسي: 2/ 69، فيض القدير شرح الجامع الصّغير: 6/ 379، هدية العارفين: