لك، و مكّنك من رقاب المسلمين بئس للظّالمين بدلا و أيّكم شرّ مكانا، و أضعف جندا.
و لئن جرّت عليّ الدّواهي مخاطبتك، إنّي لأستصغر قدرك، و أستعظم تقريعك، و أستكثر توبيخك، و لكن العيون عبرى، و الصّدور حرّى ... ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب اللّه النّجباء بحزب الشّيطان الطّلقاء! .... فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، و الأفواه تنحلب من لحومنا، و تلك الجثث الطّواهر الزّواكي تنتابها العواسل، و تعفّرها أمّهات الفراعل.
و لئن اتّخذتنا مغنما لتجدنا و شيكا مغرما حين لا تجد إلّا ما قدّمت يداك، و ما ربّك بظلّام للعبيد، و إلى اللّه المشتكى، و عليه المعوّل.
فكد كيدك، واسع سعيك، و ناصب جهدك، فو اللّه لا تمحو ذكرنا، و لا تميّت و حينا، و لا يدحض عنك عارها، و هل رأيك إلّا فند، و أيّامك إلّا عدد، و جمعك إلّا بدد. يوم ينادي المنادي ألا لعنة اللّه على الظّالمين.
و الحمد للّه ربّ العالمين الّذي ختم لأولنا بالسّعادة و المغفرة، و لآخرنا بالشّهادة و الرّحمة، و نسأل اللّه أن يكمل لهم الثّواب، و يوجب لهم المزيد.
و يحسن علينا الخلافة. أنّه رحيم ودود. و حسبنا اللّه و نعم الوكيل» [1].
و ادع تحليل هذه الكلمات، و بيان ما فيها من كنوز و أسرار، لأنّي أخشى أن لا اعطيها قيمتها الحقيقة، و معناها الصّحيح، و احاول أن أرسم ما استشعرته، و أنا أتأمل، و انعم الفكر في مدلول هذه الكلمات و النّبرات الّتي هي أمضى من