النّفس الإنسانيّة، و إذا كان التّأريخ يقرّر أنّ سقراط قد أنزل الفلسفة من السّماء إلى الإنسان، فإنّ الإمام الصّادق قد درس السّماء، و الأرض، و الإنسان، و شرائع الأديان» [1].
و كان في علم الإسلام كلّه الإمام الّذي يرجع إليه، و له في الفقه القدح المعلّى، فهو أعلم النّاس بإختلاف الفقهاء، يعلم الفقه العراقي و مناهجه، و فقه المدينة و ارتباطه بأدلّته و آثاره، و اعتبره أبو حنيفة أستاذه في الفقه، فقد سئل أبو حنيفة: من أين جاء لك هذا الفقه؟
فقال: «كنت في معدن العلم، و لزمت شيخا من شيوخه» [2]، و هو يقصد بمعدن العلم الإمام الصّادق.
و هيأ له أبو حنيفة أربعين مسألة بطلب من المنصور، فأجاب عنها الإمام بما عند العراقيّين، و ما عند الحجازيّين، و ما ارتآه الإمام؛ فقال أبو حنيفة: أعلم النّاس أعلمهم بإختلاف النّاس» [3]. و أخذ عنه مالك، و يحيى، ابن سعيد الأنصاري، و سفيان الثّوري، و غيرهم كثير [4].
و روى عنه أصحاب السّنن: أبو داود، و التّرمذي، و النّسائي، و ابن ماجه،
[1] انظر، الإمام الصّادق، الشّيخ أبو زهرة: 101. (منه (قدّس سرّه)).
[2] انظر، تهذيب الكمال: 5/ 79، الكامل في التّأريخ: 2/ 132، جامع مسانيد أبي حنيفة: 1/ 222، مناقب آل أبي طالب: 3/ 378، سير أعلام النّبلاء: 6/ 257.
[3] انظر، مناقب أبي حنيفة (للموفق): 1/ 172، جامع أسانيد أبي حنيفة: 1/ 222، تذكرة الحفّاظ:
1/ 157.
[4] انظر، تهذيب الكمال: 5/ 78، تذكرة الحفّاظ: 1/ 166، سير أعلام النّبلاء: 6/ 257، الكامل في التّأريخ: 2/ 133، الإمام الصّادق، أبو زهرة: 22 طبعة اولى، انظر، ترجمة هؤلاء في سير أعلام النّبلاء: 6/ 15، تذكرة الحفّاظ للذّهبي: 1/ 137، الجرح و التّعديل: 9/ 147، لسان الميزان: