3 ـ ما يَظهر من بعض الفوارق الجزئيّة بين الرجل والمرأة في الخِلْقَة والإحساسات لا يكون نقصاً في أحدهما ، بل إنّ مَثَل المرأة والرجل مثل السيّارة الصغيرة المُعَدَّة لحمل المسافرين ، والسيّارة الكبيرة المُعَدّة لحمل الحديد والأحجار ـ إنْ صحّ التعبير ـ فقد جُعِلَتْ كلّ واحدة منهما لشأن ، فلا نقص في أحدهما ، وإنّما اختلافهما هو لمصلحة .
فإنّ المرأة خُلِقَتْ عاطفيّة أكثر من الرجل ؛ لدورها في تربية الأطفال ، والرجل خُلق عقلانيّاً أكثر ؛ وذلك لاحتياج المجتمع إلى كلا الأمرين ، فَجَعْل التساوي المطلق بينهما خلاف تركيب خلقهما .
فلو أُلقي عمل الرجل على المرأة أو عمل المرأة على الرجل كان ذلك كما إذا حملتْ السيّارةُ الصغيرة الحديدَ والحجارة ، أو حملتْ السيارةُ الكبيرة الركابَ ، ففي الأوّل عطب السيّارة ، وفي الثاني عطب المسافرين .