نام کتاب : الحاشية الأولى على الألفية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 539
[الخامس عشر: عربيّتها]
الخامس عشر: عربيّتها، فلو ترجمها بطلت. (1)
و إنّما خصّ الضاد بالذكر؛ لصعوبة خروجها من مخرجها، و من ثمّ تمدّح النبيّ (صلى اللّٰه عليه و آله) بقوله: «أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أنّي من قريش» [1]، و لإمكان خلو السورة من الضاد خصّ ضادي الْمَغْضُوبِ و الضّٰالِّينَ و خصّ مخرج الظّاء و اللام المفخّمة؛ لأنّ اللسان يفخّم بالضاد عند الخطأ إلى مخرجهما.
و اعلم أنّ مخرج الضاد أقصى حافة اللسان و ما يليها من الإضرار اليمنى و اليسرى و إن كان الثاني أسهل، و مخرج الظاء ما بين طرف اللسان و الثنيتين العليين، و مخرج اللام حافّة اللسان و ما يحاذيها من الحنك الأعلى فوق الضاحك، و هي السّن التي تلي الناب.
قوله: «عربيّتها، فلو ترجمها بطلت». لما تقرّر من أنّ الركن الأعظم في القرآن نظمه الذي به حصل الإعجاز، و هو يفوت بالترجمة بغير العربية، بل و بالعربية المرادفة؛ لأنّه تفسير لا قرآن. و لا فرق في ذلك بين القادر و غيره، حتّى لو ضاق الوقت عن التعلّم عوّض عن القراءة بذكر اللّه بقدرها و إن قدر على الترجمة على أصحّ القولين.
و لو تعارض ترجمة القرآن و الذكر قدّم الذكر؛ لصدق اسمه تعالى بالذكر دون ترجمة القرآن. هذا كلّه إذا لم يحسن شيئا من القرآن، و إلّا وجب أن يقرأ ممّا علمه منه بقدرها مراعيا للحروف و الآيات على تفصيل ذكره أليق بالمطوّلات.
[1] كشف الخفاء و مزيل الإلباس 1: 232، الأسرار المرفوعة: 70 و 71/ 246 و 248.
نام کتاب : الحاشية الأولى على الألفية نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 539