فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِأَهْلِ بَدْرٍ قَالَ وَ جَرَّ كَعْبُ بْنُ سُورٍ بِالْخِطَامِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَحْقِنَ الدِّمَاءَ وَ تُطْفِئَ هَذِهِ الْفِتْنَةَ فَاقْتُلْ عَلِيّاً وَ
لَمَّا فَعَلَتْ عَائِشَةُ مَا فَعَلَتْ مِنْ قَلْبِ الْبُرْدِ[1] وَ حَصْبِ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع بِالتُّرَابِ قَالَ ع: وَ مَا رَمَيْتِ إِذْ رَمَيْتِ يَا عَائِشَةُ وَ لَكِنَّ الشَّيْطَانَ رَمَى وَ لَيَعُودَنَّ وَبَالُكِ[2] عَلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ[3].
شعر أم ذريح العبدية و قتل كعب بن سور
وَ أَنْشَدَتْ أُمُّ ذَرِيحٍ الْعَبْدِيَّةُ وَ كَانَتْ مِنْ شِيعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع تَقُولُ
عَائِشُ إِنْ جِئْتِ لِتَهْزِمِينَا
وَ تَنْشُرِي الْبُرْدَ لِتَغْلِبِينَا
وَ تَقْذِفِي بِالْحَصَيَاتِ فِينَا
تُصَادِفِي ضَرْباً وَ تُنْكِرِينَا
بِالْمِشْرَفِيَّاتِ إِذَا غُزِينَا
نَسْفِكُ مِنْ دِمَائِكُمْ مَا شِينَا[4].
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: «تَقَدَّمْ يَا بُنَيَّ بِاللِّوَاءِ» وَ صَفَّ أَصْحَابَهُ فَجَعَلَ الْحَسَنَ ع فِي الْمَيْمَنَةِ وَ الْحُسَيْنَ ع فِي الْمَيْسَرَةِ-.
وَ كَانَ فِي مَيْمَنَةِ أَهْلِ الْجَمَلِ هِلَالُ بْنُ وَكِيعٍ وَ فِي مَيْسَرَتِهِمْ صَبْرَةُ بْنُ شَيْمَانَ[5] وَ تَزَاحَفَ الْفَرِيقَانِ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَوَّلَ قَتِيلٍ مِنَ الْقَوْمِ كَعْبَ بْنَ سُورٍ بَعْدَ أَنْ قُطِعَتْ يَمِينُهُ الَّتِي كَانَ الْخِطَامُ بِهَا[6] فَأَخَذَهُ بِشِمَالِهِ وَ قُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ وَ قُتِلَ مَعَهُ أَخُوهُ وَ ابْنَاهُ ثُمَّ أَخَذَ بِخِطَامِ الْجَمَلِ بَعْدَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ وَ هُوَ يَقُولُ
[1]- ق: من السب المترح؛ ط: من السب المبرح.
[2]-« الوبال: سوء العاقبة» أساس البلاغة ص 491( وبل).
[3]- الفتوح م 1 ص 484، و شرح نهج البلاغة ج 1 ص 257.
[4]- ق: ما شئنا. الفتوح م 1 ص 484 مع بعض الاختلاف.
[5]- م، ق: شمان؛ ط: عثمان، و الصحيح ما أثبتناه.
[6]- ط: فيها.