تضعضع أصحاب الجمل
وَ لَمَّا رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع جُرْأَةَ الْقَوْمِ عَلَى الْقِتَالِ وَ صَبْرَهُمْ عَلَى الْهَلَاكِ نَادَى أَصْحَابَ مَيْمَنَتِهِ أَنْ يَمِيلُوا عَلَى مَيْسَرَةِ الْقَوْمِ وَ نَادَى أَصْحَابَ مَيْسَرَتِهِ أَنْ يَمِيلُوا عَلَى مَيْمَنَتِهِمْ وَ وَقَفَ ع فِي الْقَلْبِ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ تَضَعْضَعَ الْقَوْمُ وَ أَخَذَتِ السُّيُوفُ مِنْ هَامَاتِهِمْ مَآخِذَهَا[1] فَانْكَشَفُوا وَ قَدْ قُتِلَ مِنْهُمْ مَا لَا يُحْصَى كَثْرَةً وَ أُصِيبَ مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع نَفَرٌ كَثِيرٌ وَ أَحَاطَتِ الْأَزْدُ بِالْجَمَلِ يَقْدُمُهُمْ كَعْبُ بْنُ سُورٍ وَ خِطَامُ[2] الْجَمَلِ بِيَدِهِ وَ اجْتَمَعَ إِلَيْهِمْ مَنْ كَانَ أَنْفَلَ[3] بِالْهَزِيمَةِ وَ نَادَتْ عَائِشَةُ «يَا بُنَيَّ الْكَرَّةَ الْكَرَّةَ[4] اصْبِرُوا فَإِنِّي ضَامِنَةٌ لَكُمُ الْجَنَّةَ» فَحَفُّوا بِهَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَ اسْتَقْدَمُوا حَتَّى دَنَوْا مِنْ عَسْكَرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ أَلْقَتْ عَائِشَةُ عَلَى نَفْسِهَا بُرْدَةً كَانَتْ مَعَهَا وَ قَلَّبَتْ يَمِينَهَا عَنْ[5] مَنْكِبِهَا الْأَيْمَنِ إِلَى الْأَيْسَرِ وَ الْأَيْسَرِ إِلَى الْأَيْمَنِ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَصْنَعُ[6] عِنْدَ الِاسْتِسْقَاءِ ثُمَّ قَالَتْ نَاوِلُونِي كَفّاً مِنْ تُرَابٍ فَنَاوَلُوهَا فَحَثَّتْ بِهِ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ قَالَتْ «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» كَمَا
[1]- ق، ط: مأخذها.
[2]-« الخطام: الزمام» مختار الصحاح ص 141( خطم).
[3]- ق: أثقل؛ ط: انفتل.
[4]-« الكرّة: الحملة في الحرب» تاج العروس ج 14 ص 30( كرر).
[5]- ط: على.
[6]- ق، ط: يفعل.