و غير ذلك.

هذا و قد تصدى لتصحيح هذا الكتاب و تحقيقه قبل عملنا هذا عدّة من الفضلاء، و لكنهم لم يكملوا المسير و انصرفوا عنه، و هم‌

1- حجة الإسلام الشيخ عبد اللّه النوراني؛

2- الشيخ رضا مرواريد؛

3- أبو فائز حامد الخفّاف؛

4- حسين أستاد ولي.

و بعد أن رأيت انصرافهم و عزوفهم عنه قمت بتصحيحه و تحقيقه قبل خمس سنوات لسببين:

الأول: أن نظير هذا الكتاب- من مؤلف كبير و عظيم مثل الشيخ المفيد- قليل، و بالأخص عند الشيعة و في علم التاريخ.

و الثاني: رأيت- من باب الوفاء بحق من حقوق الشيخ المفيد رضوان اللّه عليه علينا- القيام بعمل يرضاه اللّه مع اقتراب ذكراه الألفية؛ فقمت بتحقيق كتابه الجمل و إخراجه بشكل لائق يتناسب مع شخصيته رحمه اللّه؛ و هذا ممّا شجّعني إلى الإسراع في العمل.

نسخ الكتاب‌

بالرغم من السعي الحثيث و التتبع الكثير و سؤال العلماء و أصحاب الاختصاص، لم نظفر على أكثر من المخطوطتين و المطبوعة، و هي:

النسخة الأولى: و هي المحفوظة في خزانة مخطوطات مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران برقم (10593) و تقع في 73 ورقة، و كتبت سنة 1338 ه، من دون ذكر اسم الناسخ.

و الظاهر أنّها من كتب المرحوم شيخ الإسلام الزنجانيّ كما أخبرني به أمين المكتبة. و هي من أجود النسخ و أصحها، و كان كاتبها من أصحاب الخبرة. و رمزنا لها ب «م».

النسخة الثانية: و هي المحفوظة في خزانة مخطوطات مكتبة الإمام الرضا عليه السلام (آستان قدس رضوي) بمشهد المقدّسة، برقم (7870) و تقع في 112 ورقة. كتبت سنة 1352 ه، كاتبها محمّد حسين بن زين العابدين الأرموي- الذي يعد من فضلاء عصره و قد نسخ الكثير ممّا وقع في يده من تراثنا العربي- كتبها من نسخة عتيقة؛ و على هامشها بعض التوضيحات من الكاتب. و رمزنا لها ب «ق».

النسخة الثالثة: و هي المطبوعة في النجف الأشرف في المطبعة الحيدريّة، و الظاهر أنّها طبعت لأوّل مرّة بتصحيح السيّد محمّد صادق بحر العلوم في 220 صفحة. ثم أعيد طبعها بتحقيق السيّد عبد الرزاق الموسوي المقرم في 234 صفحة، و أعادت مكتبة الداوري في قم المقدّسة طبعها