responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى نویسنده : الغروي، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 6

العصر العباسي الثاني

في العصر العباسي الثاني سنة 332 هظهر المجتهدون من فقهاء الإسلام و كونوا لهم مذاهب نسبة إليهم غير انها لم تستمر تجاه المذاهب الأربعة التي أوقفت الاجتهاد عند حدها كما قصر التقليد على أربابها و اندرس اثر المقلدين لسواهم و سد الناس باب الاجتهاد [1] بالرغم من عدم خضوع جملة من محققي علماء السنة لذلك مدعين فتح باب الاجتهاد [2] و ادعى بعضهم ان من الجرأة على اللّٰه عز و جل و على رسوله و شريعته حصر فضل اللّٰه تعالى على بعض خلقه و قصر فهم أحكام الشريعة على طائفة خاصة [3] و يذهب محمد فريد و جدي الى ان باب الاجتهاد و الاستنباط من الكتاب و السنة مفتوح الى يوم القيامة و لكن قصور إفهام جملة من البارزين اضطرهم الى ستر هذا القصور بدعوى الانسداد [4].

عصر المذاهب في الأربعة

اختلف في الأسباب التي أوجبت حصر المذاهب في الأربعة فالذي عليه ياقوت الحموي ان القادر العباسي المتخلف سنة 381 هأمر أربعة من علماء الإسلام ان يصنف كل واحد منهم مختصرا على مذهبه فصنف الماوردي الشافعي الإقناع و صنف أبو الحسين القدوري مختصرا على مذهب أبي حنيفة و صنف أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن نصر المالكي مختصرا و لم يعرف من صنف له على مذهب احمد بن حنبل و لما عرضت على القادر قبلها و امضى العمل عليها [5].

و يحدث ملا عبد اللّٰه المعروف بالافندي تلميذ المجلسي في رياض العلماء اتفاق رؤساء الأمة في زمن علم الهدى الشريف المرتضى المتوفّى سنة 436 هعلى تقليل الآراء في الأحكام الشرعية لئلا يوجب كثرة الخلاف قلة الوثوق بالشريعة المقدسة فتلحق بالاناجيل المبتدعة و لحصر ذلك عينوا مبلغا من المال فكل طائفة تدفعه يقرر مذهبها رسميا فاستطاع أرباب المذاهب الأربعة ان يدفعوا ذلك المقدار من المال لوفور عدتهم و عددهم و تأخر غيرهم و لم يوافق الشيعة الإمامية على هذا و عجز الشريف المرتضى عن اقناعهم فتقررت المذاهب الأربعة عند الدولة رسميا و درس غيرها.

و هذه الحكاية لا تتباعد عما حكاه الحموي لان الشريف المرتضى عاصر القادر باللّه في كثير من السنين فيمكن أن ترتئي الدولة مالا خطيرا لقطع المعاذير و تقليل الآراء كما ان من المحتمل ان القادر باللّه غرس هذه البذرة و تم نتاجها و تحكمت أصولها في زمن الملك «بيبرس» الذي يحدث المقريزي عنه بقوله:

لما كانت سلطنة الملك الظاهر «بيبرس البندقداري» ولى بمصر القاهرة أربعة قضاة شافعي و مالكي و حنفي و حنبلي و استمر ذلك من سنة 665 هحتى لم يبق من مجموع أمصار الإسلام مذهب يعرف من مذاهب أهل الإسلام سوى هذه المذاهب الأربعة و عقيدة الأشعري أبي الحسن علي ابن إسماعيل و عملت لأهل المدارس و الربط في سائر ممالك الإسلام و عودي من تذهب بغيرها و أنكر عليه و لم يول قاض و لا قبلت شهادة أحد و لا


[1] تاريخ الإسلام السياسي ج 3 ص 338.

[2] تحفة المحتاج ج 4 ص 376.

[3] حصول المأمول من علم الأصول ص 186.

[4] دائرة المعارف مادة جهد.

[5] معجم الأدباء ج 15 ص 54 الطبعة الثانية.

نام کتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى نویسنده : الغروي، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست